شادية تكتب: الزوجة الـ 13

 

نشرت مجلة الهلال في عددها الصادر يوم ١ فبراير عام ١٩٦٢ مقالًا للفنانة شادية تتحدث فيه عن مشاركتها في فيلم الزوجة رقم ١٣.
والكثير من المشاهدين لا يعرف أن شادية كانت تكتب مقالات، لذا يعيد موقع مباشر ٢٤ نشر هذا المقال.. وإلى نصه:

أنا الزوجة ال 13 إن زوجي رشدي أباظة تزوج قبلى 12 امرأة أخرى، ياللهول، إنها مهمة خطيرة لامرأة تتزوج من رجل يبدل زوجاته كما يبدل قمصانه، ولكنني قررت المغامرة، بعد أن عرفت حقيقة عريسي الجديد، ذلك إنني أحببته.

وفي سبيل الحب رضيت بأن أقبل الزواج من هذا الذئب، الذي له ماض غريب مثير خطير، ولكن كيف أستطيع أن احتفظ لنفسي بمثل هذا الرجل، المتقلب، وكيف أنتقم منه بالنيابة عن بنات جنسى اللاتي ألقاهن في سلة المهملات، إنني جلست أضع الخطط، لكي أبدل هذا الرجل، من دونجوان متقلب إلى زوج مستقيم، ما أصعب مهمة المرأة إذا أرادت أن تغير أخلاق زوجها، ولكن المرأة، إذا أحبت فعلت المستحيل.

وهذا ما فعلته ونجحت، واستطعت أن أصبح الزوجة 13 وهو رقم نحس حقيقي، ولكنه تحول في القصة إلى رقم متفائل، لأنني جعلت نفسي الزوجة الأخيرة.

هذه هي قصة الفيلم الجديد الذي أمثله الآن، ويخرجه فطين عبد الوهاب، وينتجه جمال الليثي، ودوري في القصة دور لذيذ شائق متحرك، فيه حياة وفيه مغامرة، دور ضاحق وباك، جاد وساخر، فيه تحاول المرأة أن تحتفظ بالرجل الذي تحبه، والذي لا يستقر على امرأة واحدة، ويحب التغيير والتبديل.

إن كل رجل في الدنيا فيه شيء من أخلاق رشدي أباظة، والمحاولة التي أقوم بها، هي المحاولة التي تبذلها حواء كل يوم، مع الرجل الذي تحبه، وتريد أن تحتفظ به لنفسها دون سواها، إنها قصة كفاحنا نحن النساء، إننا نريد رجلنا لنا وحدنا، إننا نضع فيه ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وأحلامنا، وهو بطبيعته ملول متقلب، يريد أن تتجدد حياته، وتتغير، فكيف تستطيع المرأة أن تسعد الرجل؟ وتحول الحياة الزوجية من ركود إلى حركة؟ ومن جمود إلى شيء جديد جذاب متحرك سعيد؟
إن الدور الذي أقوم به هو الذي يجيب على هذا السؤال.