باندورا.. المرأة الأولى على الأرض

كتبت: سناء صفوت
حسب الأساطير الإغريقية، باندورا هي المرأة الأولى على الأرض، وورد ذكرها في قصيدتي “أنساب الآلهة” و”الأعمال والأيام”، للشاعر هسيودوس في القرن السابع قبل الميلاد.
ولكي نفهم مكانة باندورا ورمزيتها، لا بد أن نتعرّف إلى الأحداث التي سبقت ولادتها حسب الأسطورة.
وهذا ما سيعرضه لكم موقع «مباشر ٢٤» خلال السطور التالية:
تعني كلمة باندورا في اللغة اليونانية القديمة “الهدية” و”صاحبة العطايا”، لأنها منحت كهدية من الإله زيوس إلى الإنسان.
ويمكن القول أن باندورا عند اليونانيين القدماء، هي صنع لحواء زوجة آدم في المعتقدات اليهودية والمسيحية والإسلامية.
تخبرنا الأسطورة أنه قبل ولادة الجنس البشري، ساد على الأرض عصر ذهبي، حكم خلاله كرونوس الكون وكان كرونوس من نسل الجبابرة.
انتفض زيوس وأخوته على والدهم كرونوس، ونشبت حرب بين الآلهة بزعامة زيوس والجبابرة بزعامة كرونوس، كانت فيها الغلبة للآلهة الأولمبيين الذين سجنوا الجبابرة في باطن الأرض.
وبقي من نسل الجبابرة اثنان هما بروميثوس، وشقيقه إبيمثيوس، وأوكل زيوس إليهما مهمة ترميم الأرض.
فانهمك برومثيوس في تشكيل الانسان بإتقان وعناية، وفي هذه الأثناء كان إبيميثيوس قد أنهى تشكيل الحيوانات.
ولكن كان البشر جنساً ضعيفاً لا يقدر على حماية نفسه في مواجهة الوحوش، ما جعل برومثيوس يشفق عليهم، ويمنحهم معارف ومهارات تحميهم، ولم يكتف بروميثيوس بذلك، بل سرق نار الآلهة من جبل الأوليمبوس وأعطاها للإنسان، مما أغضب زيوس غضباً شديداً.
فعاقب زيوس بروميثيوس على فعلته، وأراد أن يعاقب البشر جميعاً، من خلال منحهم هدية تخرّب عليهم كلّ المنح والمواهب التي أعطيت لهم، عندها قرر أن يخلق المرأة الأولى، وهي باندورا.
وبعدما زينها الآلهة بأبهى حلل، ومنحوها اسم “صاحبة العطايا”، وأرسلوها إلى الأرض كهدية لإبيميثيوس الذي قرّر أن يتزوجها على الفور، بالرغم من تحذير بروميثيوس له بألا يقبل هدايا من زيوس.
وبمناسبة الزفاف، قدّم زيوس هدية للعروس، وهي جرّة أو صندوق، ولكنه طلب منها ألا تفتحها أبداً.
ولكن سيطر الفضول على عقل باندورا، وباتت تسمع أصواتاً تناديها من داخل الجرة، لكي تفتحها.
وفي النهاية، قررت أن تفتحها لثوانٍ معدودة فقط لكي تعرف ما فيها ثم تغلقها من جديد، وما أن رفعت الغطاء حتى شمت رائحة كريهة وسمعت أصوات ضوضاء.
كان صندوق باندورا يحتوي على كل شرور وأمراض العالم: الموت، الحروب، الأوبئة، الجشع، الكراهية، وكل ما يمكن أن يسمّم حياة الإنسان.
خافت باندورا وأعادت إغلاق الجرّة، ولكن كان الأوان قد فات، وانتشرت الشرور بين البشر، وانتهى ما يسميه هسيودوس بالعصر الذهبي للبشرية.
وهكذا نسب العقل الإغريقي القديم إلى المرأة الأولى كل العلل والشرور والخداع، تماماً كما في النصوص الدينية القديمة التي تحمّل حواء مسؤولية طرد الإنسان من الجنة.
اقرأ أيضاً..أشهر متاحف العالم.. قصة متحف الشمع بحلوان
مالا تعرفه عن متحف النسيج المصري