Site icon مباشر 24

كيف كان يتم الزواج الفرعوني؟.. التفاصيل كاملة

 

كتبت سناء صفوت :

 

فطن المصريون القدماء إلى أهمية الترابط الأسري، لذا شجعوا الزواج المبكّر بمجرد بلوغ الشاب والفتاة السن الذي يسمح بالزواج وتحمل المسؤولية، حفاظاً على نسيج المجتمع وتماسكه.

 

وفيما يلي يعرض موقع «مباشر ٢٤» أسس الزواج عند المصريين القدماء

 

“أحبب زوجتك كما يليق بها، قدم لها الطعام والملابس، وأسعد قلبها ما حييت”، دعوة حكيم من مصر القديمة لإعلاء شأن المرأة في القلوب، تأكيداً على دورها الذي لم يكن أقل من دور الرجل الذي اتخذها شريكة له في جميع شئون حياته.

وأطلق المصري قديماً ألفاظاً مختلفة على علاقة الزواج، من بينها “إر- حمت (إتخاذ زوجة)”، كما أطلق على الزوجة اسم “مريت (الحبيبة)” و”نبت-بر (سيدة المنزل)”، ومن أشهر الكلمات أيضا “سنت (أخت)”، و”حمت (زوجة)”.

وأكدت نصوص الأدب المصري القديم في أكثر من موضع على ضرورة اتخاذ الشاب زوجة له حفاظاً على استقامته في الحياة، كهذا المقتطف الذي يعود إلى عصر الدولة الحديثة، وهو من تعاليم شخص يدعى “آني” لابنه “خنسوحتب”، يحثه على الزواج المبكر، حيث يقول: “يا بني، اتخذ لنفسك زوجة وأنت شاب كي تنجب لك طفلاً، فإن أنجبته لك في شبابك، أمكنك تربيته حتى يصير رجلا”.

 

قواعد الزواج الفرعوني

لا نزال فى الوقت الحاضر نحتفظ بالعديد من العادات والتقاليد ذات الأصول المصرية القديمة أو الفرعونية، فى مختلف تفاصيل الحياة بداية من المأكل حتى طقوس الاحتفالات بالأعياد وغيرها.

وهكذا فإن الزواج الفرعوني كانت له قواعد وأعراف لا تزال آثارها متواجدة حتى الآن، فقد عرف المصريون القدماء ولي العروس والعقد والمهر والقائمة والمؤخر، وكان الزواج في مصر القديمة يتم على أساس عقد مكتوب، تكتب فيه حقوق الزوجة ومهرها ومعاشها، أي كل التفاصيل التى تكتب اليوم وكانت هناك قواعد يجب اتباعها قبل الزواج.

 

والمهر كان يُسمى بـ”شبن سحمة”، أو “هبة البكر”، وهو صداق يتناسب مع مستواهما وعصرهما، سواء كان معجلاً أو مؤجلاً، وتدخل الزوجة بيت الزوجية بمنقولات مناسبة تسمى “نكتون إرحمة” أو “نكتون سحمة”، تمثل أمتعتها أو جهازها الذي تحتفظ بملكيته الخاصة، ويحق لها استرداده إذا ما طلقها زوجها أو مات.

 

وعقب الاتفاق على شروط الزواج تقدم دبلة الخطوبة المصنوعة من الذهب، والتي كان يطلق عليها “حلقة البعث”، وكانت ترتديها العروس في اليد اليُمنى وتُنقل بعد الزواج إلى اليد اليسرى، وهو ما يتبع في مصر إلى الآن.

 

سن الزواج

كان يبدأ سن الزواج عند المصريين القدماء من 15 عاماً للرجل و12 عاماً للفتاة، وكان ينظر المصري القديم إلى الزواج على أنه رباط مقدس تشهده الناس ويشهد عليه الإله، فلابد من أن يكون الزواج على أساس اختيار صالح حتى يستطيع كلا الطرفين العناية بالآخر، وتوفير جو من الحب لتنعم الأسرة بالسعادة والاستقرار.

كما أن مصر القديمة لم تتمسك بالفوارق الطبقية والعرقية الحادة في شئون الزواج والعلاقات الإنسانية، وإنما كان التمايز بين الأسر في المجتمع على أسس اعتبارية من اختلاف المستويات الثقافية والإمكانيات المادية أكثر مما سواهما.

 

توثيق الزواج

يبدو أن الزواج في مصر القديمة لم يعرف التوثيق الرسمي كعقد بين طرفين قبل فترة العصر المتأخر (القرن 11 إلى القرن الرابع قبل الميلاد)، بحسب تقسيم عصور تاريخ مصر القديم.

 

ويعود أقدم نص يمكن الاطلاع عليه إلى عام 590 قبل الميلاد، كما عُثر على عقد زواج مكتوب بالخط الهيراطيقي في جزيرة الفنتين جنوبي مصر، يعود إلى عهد الملك نختنبو الثاني (359-341 قبل الميلاد)، وهو محفوظ في المتحف المصري بالقاهرة.

فضلاً عن عقد زواج مصري آخر مكتوب باللغة اليونانية، يرجع إلى عام 311 قبل الميلاد، ويتضمن العقد بنوداً تصل أحيانا إلى نحو 20 بنداً، تحدد شكل العلاقة بين الزوجين تفصيلاً

Exit mobile version