أسطورة ميداس واللمسة الذهبية

كتبت سناء صفوت :
يُعد الملك ميداس في الأساطير الإغريقية ملكاً كان له قدرة على تحويل أي شيء يلمسه إلى ذهب، والاسم موجود لدى العديد من الملوك الفريجيين.
وخلال السطور التالية يعرض موقع «مباشر ٢٤» أسطورة الملك ميداس ولمسته الذهبية
كان ميداس ذا ثروة ضخمة، لديه كل ما يمكن أن يتمناه أي ملك، لكنه رغم الثراء الفاحش الذي أتاح له حياة الرفاهية مع ابنته الجميلة، كان جشعًا، مولعًا بامتلاك الذهب، حتى أنه اعتاد أن يقضي قسطًا كبيرًا من وقته في عد عُملاته الذهبية، بل لقد كان يُغطي جسده بهذه العملات وكأنه يرغب في الاستحمام بها!
وتعددت الروايات حول الملك ميداس، حيث في رواية أن ذات يوم وبينما كان الملك يتجول في حديقة قصره الوردية، صادف ساتيرًا مخمورًا يُدعى سيلينوس (والساتير في الأساطير اليونانية هو مخلوق ذكر من حاشية إله الخمر ومُلهم طقوس الابتهاج والنشوة ديونيسوس)، وله بعض ملامح الماعز، لا سيما من حيث الذيل والقرنين.
فما كان من ميداس إلا أن عمل على إفاقته، ومنحه وجبة دسمة مُشبعة، ثم أعاده إلى ديونيسوس.
في رواية ثانية، لم يكن سيلينوس مخمورًا، وإنما قام ميداس بوضع مُخدر له في بركة ماء كان يشرب منها الساتير بحديقة قصره، رغبة منه في أسره والاستحواذ على ما لديه من علوم ومعارف.
وفي رواية ثالثة، قام رجال ميداس بالقبض على الساتير في أحد حقول فريجيا، فطوقوه بأكاليل الورود واقتادوه إلى الملك، حيث ظل يُسليه لخمسة أيام متتالية بقصص من الأراضي البعيدة الغريبة.
أيًا كانت الرواية، فقد قام ميداس بإعادة سيلينوس إلى ديونيسوس، فغمرت الأخير الفرحة لعودة مُعلمه ومُرشده، ورأى أن يُكافئ ميداس بتحقيق أمنية واحدة ترك له حرية اختيارها، ولم يفكر ميداس طويلاً، فطلب من ديونيسوس أن يمنحه القدرة على تحويل أي شيء يلمسه إلى ذهب.
ولم يعلم أن في اختياره شقائه حذره ديونيسوس من عواقب تحقيق هذه الأمنية، لكنه كان مُصرًا، فاستجاب له، ووهب له تلك القدرة على مضض.
انصرف ميداس سعيداً لتجربة مهاراته الجديدة، وبالفعل بمجرد لمسه لأي شيء يتحول على الفور إلى ذهب، حتى عانق ابنته الحبيبة وتحولت لتمثال ذهب، فأدرك وقتها أن جشعه قد قاده إلى هلاكه.
فانطلق بائسًا إلى ديونيسوس، وتضرع إليه كي يُحرره من هذا البلاء، فأمره ديونيسوس بشد الرحال إلى نهر باكتولوس في تركيا، لكي يغتسل فيه عند منبعه.
لكنه واجه مشكلة أخرى صعبة مع أبولو (إله الشمس، الموسيقى، الرماية، الشعر والرسم…)، فقرَّر أن يعاقبه بتحويل أذنيه إلى أذني حمار.
فأصيب ميداس بالحُزن، ولازمه الخزي، حتى ذهب إلى منطقة مهجورة، وحفر حفرة عميقة، وانحنى نحو فوهتها وهمس قائلًا: “الملك ميداس له أذنا حمار.. الملك ميداس له أذنا حمار”، ثم ردم الحفرة بسرعة وغادر بعد أن أحس بالراحة.
بعد فترة نبتت في مكان الحفرة مجموعة من سيقان الغاب، وكلما هبت الريح وتمايلت السيقان خرج منها همساً يقول: “الملك ميداس له أذنا حمار.. الملك ميداس له أذنا حمار.