أحمد فرحات يكتب : إلى زوجتي

 

يكون الرجل أكثر كرما إذا ما أكرم زوجه، وأهداها كل يوم وردة، ومن لم يستطع أهداها كلمة أو رسالة، تطوق عنقها. ومن أجمل الكلمات التي أهداها الأدباء لزوجاتهم د. طه حسين لزوجه الفرنسية سوزان بريسو: بدونك أشعر أني ضرير حقا، أما وإنك معي، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شيء. وعندما رحل كتبتْ: ذراعي لن تمسك بذراعك أبدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن؛ فأغرق في اليأس، أريد عبر عيني المخضبتين بالدموع، حيث يقاس مدى الحب، وأمام الهاوية المظلمة، حيث يتأرجح كل شيء، أريد أن أرى تحت جفنيك اللذين بقيا محلقين، ابتسامتك المتحفظة، ابتسامتك المبهمة، الباسلة، أريد أن أرى من جديد ابتسامتك .

 

أما الشاعر (العربي) الفلسطيني فقد تزوج الدنماركية آني هفمن بعد أسبوعين من لقائهما الأول في بيروت، حيث عرض عليها الزواج، شريطة ألا تؤذي مشاعره، ولا يؤذي مشاعرها. وقال: هل تتزوجيني؟ أنا فقير، لا مال لي، ولا هوية، أعمل في السياسة، ولا أمان لي، وأنا مصاب بالسكري. فقبلت. وأثمرت الزيجة عن طفلين.

والطريف أن كنفاني أحب غادة السمان حبا جما، وكان يراسلها برسائل غرام، يفصح فيها عن مشاعره وحبه الشديد، وبعد وفاته جمعت رسائله إليها ونشرتها في كتاب يحمل عنوان “رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان” ومن رسائله إليها:

 

غادة

إنني أحبك: أحسها الآن والألم الذي تكرهينه ليس أقل ولا أكثر مما أمقته أنا –ينخر عظامي ويزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت.

أحسها وأنا أتذكر أنني أيضا لم أنم ليلة أمس، وأنني فوجئت وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي إنني أنا الذي قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها… لا ياغادة، لم تكن الغيرة من الآخرين. وكنت أحسك أكبر منهم بما لا يقاس. ولم أكن أخشى منهم أن يأخذوا منك قلامة ظفرك. لا يا غادة.

 

غادة؛ إننى أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجئه الوحيد، وسأظل أعود.

أما الشاعر محمود درويش فقد وقع في حب ريتا الإسرائيلية كتب لها” إني أُحبك رغم أنف قبيلتي، ومدينتي، وسلاسل العادات؛ لكني أخشى إذا بعت الجميع تبيعينني فأعود بالخيبات”

وعندما اكتشف أنها تعمل لدى الأعداء قال :شعرت بأن وطني احتل مرة أخرى. وكتب أيضا: ربما لم يكن شيئا مهما بالنسبة لك يا ريتا، لكنه كان قلبي!

أما إحسان عبد القدوس فقد أهدى زوجته(لولا)روايته(لا تطفئ الشمس) فكتب: إلى السيدة التي عبرت معي ظلام الحيرة والحب في قلبينا .. حتى وصلنا معاً إلى شاطئ الشمس، إلى الهدوء الذي كان ثورتي، والصبر الذي رطب لهفتي، والعقل الذي أضاء فني والصفح الذي غسل أخطائي، إلى حلم صباي وذخيرة شبابي وراحة شيخوختي .. إلى زوجتي والحب في قلبينا.

الكلمة إلى الزوجات باقة ورود، بعضها ورود لم تخل من الأشواك، وبعضها الآخر ورود وقطرات الحب تبللها بصدق! الكلمة رسالة سحرية تخط الروح فوقها رموز الوفاء والصدق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى