«كنت صبيًا ألعب الكرة».. تفاصيل أول ظهور لفاروق فلوكس أمام الكاميرا

عن دار صفصافة للنشر والتوزيع صدرت حديثًا مذكرات الفنان الكبير فاروق فلوكس والتي جاءت تحت عنوان “الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة”، وكتبها حسن الزوام.

أول دور في السينما

يقول فاروق فلوكس عن أول دور شارك فيه في السينما:” كنا أيضًا نلعب كرة القدم في ميدان التحرير الذي كان يسمى بميدان الإسماعيلية، تحديدًا في قطعة أرض أمام قصر الوالدة باشا أم الخديوي إسماعيل، حيث يقع الآن مقر جامعة الدول العربية وفندق النيل هيلتون أو ريتز كارلتون الآن ومبنى الحزب الوطني القديم، كان القصر يطل على النيل مباشرة وليس له كورنيش أو يقع خلفه طريق كما هو الحال الآن.

ويواصل:” قصر الوالدة باشا هذا كان قد استولى عليه الإنجليز وحولوه إلى ثكنات لعساكر الاحتلال وقتها، في الأرض المجاورة كنا نلعب كرة القدم، وفي إحدى المرات تأخرت على العودة إلى البيت، فاضطرت خالة أمي وكنا نناديها “ستي أم زينب” للنزول والسؤال عني.

ويكمل:” لسوء حظي سألت “ستي أم زينب” طفلًا من أصدقائي الأشقياء، فكذب عليها وقال لها أن فاروق صدمته سيارة ومات، عادت “ستي أم زينب” إلى البيت منهارة وعرف الجيران، نزل أبي ليبحث عن جثتي في المستشفيات ونصبت جلسة عزاء.

ويتابع:” بينما البكاء والنواح على أشده، عدت إلى البيت بعد أن انتهيت من اللعب، فوجئت بأنني ميت والعزاء قائم، استقبلتني أمي بداية بالأحضان والقبلات وتحول الصراخ والبكاء إلى زغاريد، ولما انصرف الجيران كان نصيبي “علقة” بالعصا من أمي الغاضبة بشدة، لم تكن تلك هي العلقة الوحيدة بسبب كرة القدم.

ويستطرد:” في موقف آخر، كنا نلعب الكرة وجاءنا رجل يطلب منا أن نلعب كرة القدم في تصوير فيلم اسمه “الإيمان” للمخرج أحمد بدر خان، بطولة محمود المليجي وماجدة وفريد شوقي وحسين رياض وسراج منير وسعيد أبو بكر الذي اشتهر فيما بعد بدوره في شخصية شيبوب في فيلم عنترة بن شداد مع فريد شوقي، كان دورنا في المشهد أن نلعب كرة القدم مع الفنان سعيد أبو بكر على أن يحصل كل طفل منا على جنيه كامل.

ويكمل:” طبعًا تأخرت كثيرًا في العودة إلى المنزل وتعرضت للضرب المبرح مرة أخرى من أمي؛ كانت أمي شخصية قوية وصارمة، وعندما أخبرتها بالتفاصيل وبالجنيه الذي حصلت عليه قالت لي: “اشتروك بالجنيه يعني علشان ما تسمعش كلام أبوك وأمك يا فاروق”، ثم أخدت الجنيه مني ومزقته.

ويؤكد:” حبي لكرة القدم كان أيضًا سببًا في تعرضنا إلى النصب، ففي أحد الأيام ظهر لنا رجل يرتدي ملابس كروية كاملة، تقرَّب منا وقام بدور الحكم ثم قال إننا فريق رائع ويجب أن نرتدي الطقم الرياضي الذي يليق بنا، حذاء كروي وطاقم رياضي، ووعدنا بإحضار هذا الطاقم الرياضي من نادي البوليس بالعباسية في مكان ستاد الشرطة حاليًّا.

ويختتم:” أخذت معي زملائي وكنا ستة أطفال، أخذ منا حوالي ثمانية عشرة جنيهًا مقابل الطاقم الرياضي الكامل، دبرنا المبلغ من أهالينا بعد إلحاح كبير، ذهبنا معه وطلب منا أن ننتظره في ملعب البوليس لكنه ذهب ولم يعد، لقد كان نصابًا واستغل سذاجتنا الطفولية.