«وليمة لاعشاب البحر».. التفاصيل الكاملة للرواية الممنوعة

العديد من الأعمال الإبداعية التي لاقت الأمرين وتم حظرها ومنعها وبالتالي كانت تباع في السوق السوداء، وتصل أسعارها إلى مبالغ كبيرة وخيالية، ومن هذه الروايات رواية “وليمة لأعشاب البحر” لمؤلفها حيدر حيدر، والذي رحل عن عالمنا منذ سويعات قليلة.
لماذا منعت رواية حيدر حيدر؟
في وليمة لأعشاب البحر شخصيتان هما مهيار البابلي ومهدي جواد، وتدور أحداثها في العراق والجزائر، وتشرح الوضع العام للدول العربية.
الشخصيتان ناجيتان من بلد يقع تحت وطاة الحكم العسكري وفي غمرة لحظات السكر تنطق الشخوص بما لا يصح قوله عن الذات الإلهية، وهو الامر الذي أثار ضجة كبيرة في مصر، فحتى وإن كانت الشخصيتان تعانيان فلا يمكن كتابة هذه الجمل صريحة وواضحة على لسانيهما من وجهة نظر الشباب الذين نزلوا في مظاهرات ضد الرواية، وهناك آخرين فندوا الامر وذكروا ان الشخصية طالما وقعت تحت تأثير السكر فمن العادي أن تقول ما لا تعرف أو تعلم.
طرح الرواية في مصر
نشرت الرواية لأول مرة عام 1983 في بيروت ونشرتها دار أمواج عام 1988، وطبعت مرة أخرى عام 1992 دار أمواج-بيروت. وبعد ذلك نشرتها دار ورد عام 1997 في دمشق.
وفي عام 1999، قامت سلسلة “آفاق الكتابة” التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت رئاسة إبراهيم أصلان بطبع رواية “وليمة لأعشاب البحر” للأديب السورى حيدرحيدر، لتثير الجدل فى الأوساط الثقافية والشعبية، وصل إلى خروج مظاهرات لطلبة جامعة الأزهر، وسقوط جرحى من الطلاب ورجال الأمن.
رد حيدر حيدر
وقد كان رد حيدر حيدر على هذا الهجوم بقوله: “نحن نعرف ديننا وتراثنا، نعرف إسلامنا وتاريخنا، ولسنا بحاجة إلى فقهاء ومتعصبين ودعاة ويرشدوننا إلى الصراط، لكننا نعرف في الآن ذاته مواطن الخلل والتأويل الجاهلي، وكهوف الظلام التي يستودع فيها الإسلام السياسي المغلق والاحتكاري لفئة تتاجر بالإسلام وترشق التهم لمن لا ينتمي لقبيلتها العصبية”.
كتاب جابر قميحة
أثارت الرواية الكثير من ردود الفعل، كما صدر كتاب عنها بعنوان “رواية وليمة لأعشاب البحر في ميزان الإسلام والعقل والأدب” للكاتب المصري جابر قميحة يوضح فيه ما يراه من عبارات مسيئة للدين وخارجة عن حدوده ومتخطية اللياقة في اللفظ والعبارة.
نسخ فوتو كوبي للرواية
بالطبع والحال هكذا ونظرا لتهافت العديد من الشباب على شراء الرواية فقد تخطى سعرها حاجر الـ 100 جنيها، وهو السعر الذي لم تصله اي رواية باستثناء رواية اولاد حارتنا والتي عانت الامرين في مصر وطبعت في لبنان وتم تسريبها مهربة إلى مصر لتباع في السوق السوداء، وكان طبيعيا أن يلجأ شباب الجامعات لنسخ فوتوكوبي من الرواية بيعت باكثر من 40 جنيه للنسخة.
السوق السوداء للرواية
كان طبيعيًا أن ترتفع اسعار الأعمال الإبداعية التي تثار ضجة كبيرة من حولها، ورصد محمد بركة في تحقيق له نشر بمجلة الاهرام العربي عام 2000، حالة السوق السوداء مع الكتب التي منعت قديما، وذكر ان سعر رواية “وليمة لأعشاب البحر كان 4 جنيهات، وبمجرد نزول المظاهرات في الجامعات المصرية على الرواية وبيان الأزهر وطلبات الإحاطة في مجلس الشعب حتى ارتفع سعر الروية وقفز بشكل سريع ليتجاوز الـ 100 جنيه.