مقابر الأنفوشي… على قدر جمالها على قدر الإهمال الذي يلحق بها

 

كتبت سناء صفوت :

 

تعد مقابر الأنفوشي هي واحدة من أهم الآثار اليونانية الموجودة في مدينة الإسكندرية.

اكتشفت بداية من عام 1901 حتى 1921م، وهي عبارة عن مقابر منحوتة في الصخر،
يرجع تاريخها إلى القرن الثالث ق.م (حوالي 250 ق.م) مع أواخر العصر البطلمي وأوائل العصر الروماني.

واكتشف بها مبنيان جنائزيان بكل منهما مقبرتان، وتوالت الاكتشافات حتى أصبح عدد مبانيها الجنائزية خمسة، وهناك مبنى جنائزي سادس اختفي ولم يعد له أثر.

 

تمتاز هذه المقابر بزخارف الفرسكو الجميلة والتي مازالتا بحالة جيدة، وقد زينت في كثير منها بالمرمر والرخام.

ولكن رغم جمالها وروعة تصميمها المعماري إلا أن يد الإهمال طالتها، ويوضح ذلك موقع «مباشر 24» من خلال حديث د/ عزت قادوس، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية.

 

حيث انتقد الإهمال الشديد الذى تعانى منه مقابر الأنفوشى، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية تحتها، ووصولها إلى أساسات المقبرة، خاصة مع قربها من البحر مما يعرضها لخطر التآكل، مؤكداً أن حالتها أصبحت سيئة، وأشار إلى أنه فى الوقت نفسه لا يمكن القيام بعمليات الترميم دون التغلب على مشكلة المياه الجوفية، والاتفاق مع الجهات المختصة للتخلص منها، إلى جانب معاناتها من الرطوبة التى قد تكون سبباً من أسباب تآكل الأساسات، وغياب الكثير من معالم الجدران الأثرية بها.

 

بالإضافة إلى أن مقابر الأنفوشى هى أشهر المقابر الأثرية الموجودة فى الإسكندرية، حيث بها رسومات وجداريات قلما يكون لها مثيل، وأنها من الممكن أن تكون مجالاً خصباً للسياحة، يدر الكثير من الدخل على المحافظة، إذا تم الاهتمام بها، وترميمها، حتى تكون معلماً من المعالم الأثرية، التى تشتهر بها محافظة الإسكندرية، بدلاً من أن تتحول إلى مكان يرتبط بالغموض فى أذهان السكندريين.

 

وأضاف أنها بحاجة لأعمال ترميم، وإنشاء حوائط متخصصة تحميها من المياه الجوفية، حتى لا تتسرب إلى الجدران الموجودة بها، وأيضاً لمعالجة الرسوم الموجودة على الحوائط بالتجهيزات اللازمة، حيث إن عليها رسوماً قديمة تعود للقرن الأول قبل الميلاد، وأن القيام بعمليات الترميم فيها مسألة فى شدة الأهمية.

 

كما أكد أن المجلس الأعلى للآثار والمحافظة هما الجهتان المسؤولتان عن عمليات الترميم، ولكنه لا يمكن التكهن بتكلفة عمليات الترميم التى يتطلبها موقع المقابر، قائلاً: «هناك أماكن نكون مقدرين لها فى عمليات الترميم 10 جنيهات لقطعة معينة فتكلفنا أكثر من 1000 جنيه، وهو الحال فى عمليات الترميم بوجه عام، فلا يمكن التكهن بالتكلفة التى من الممكن أن تستوعبها المقابر، لكن الأكيد هو ضرورة البدء فى عمليات الترميم».

 

وقال إن المقابر شىء من الخرافة فى جمالها إذا ما تم ترميمها بشكل جيد، خاصة أنها تتكون من 7 مقابر، فى كل مقبرة صالة معمارية وحجرة، وبها من 10 إلى 15 غرفة، فيها زخارف جدارية، مصنوعة من أعمال الفرسكو، والرسم على الحائط، (وهو نوع من الفنون النادرة فى أى مقبرة)، ولكنها متوفرة فى مقابر الأنفوشى، مؤكداً أنها ترجع للقرن الأول قبل الميلاد.