محمد حسين الجداوي يكتب: «الشيف تشششششش»

بينما أنت منغمس في كوابيسك تحت غطاء الستر، والآخر يضرب أخماس في أسداس حول كيفية إقناع مدرب الأهلي «كولر» بأن اللاعب أيمن أشرف هو بطل فيلم عودة الابن الضال الحقيقي وليس «أيمن أشرف عبدالباقي»، ستجد الشيف «تشششششش» عبر برنامجها المُذاع يوميًا على شاشة قناة «المهلبيّة والخضار»، تستهل حلقتها باستعراض قائمة الممنوعات التي طالما حذّرت منها مرارًا وتكرارًا خلال الحلقات السابقة، وعلى رأسها ممنوع اللحمة، ممنوع الفراخ، ممنوع السمك، ممنوع البقوليات، ممنوع السكريات، وكمان ممنوع السعادة اللي بتيجي من «البوكسات» اللي في المحلات!

الشيف المعروف عنها بأنها لوذعية ألمعية حمصي، وأحيانًا كسكسي، تدير حلقاتها بطريقة طبقين طبقين طبقين، وهي الحيلة التي تجذب بها متابعيها للتحايل عليهم لشراء بعض مستحضرات التجميل والتكميم وأطقم الكُبايات والحِلل وماكينات الصرف الصحي على البشرة بعرضها على الهواء مباشرةً أو من خلال QR كود خاص بالمنتج المُعلن عنه على كل الفضائيات والدكاكين والصفحات، بينما لا تعبئ بما ستقدمه من وصفات سهلة وبسيطة للمتابعين حتى يستعينوا بهذه الأكلات خلال يومهم للتغلب على شبح الأسعار، وتغفيلة الدولار، ومرمطة مواصلات السولار.

«تشششششش»، لم تقتنع في أي مداخلة من المداخلات المفبركة والحقيقية ولو لمرة واحدة أن -عشاق البيتزا بالجبنة- يتعاركون ليلاً مع الدليفري على كيس كاتشب، وأن عربية الكبدة والسدق القاطنة بنهاية -حارة الشبعانين- لا يشغل روادها من أبناء المنطقة سعر السيشوار، وأهمية ماكينة شفط الدهون، لأن الدهن في العتاقي، زي ما هما فاهمين، وفي ختام إحدى حلقات البرنامج توجه أحد عملاء الشيف الدائمين بتساؤل مُقنع: «هو ليه حضرتك اسمك تشششششش؟!»، لينقطع الاتصال وينزل التتر والبث يقفل والقناة تعمل تشششششششششششششششششششش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى