” مجنون جينا”.. قصة قصيرة للكاتب حسين عبد العزيز

عادة كل شهر ننتظر دكتور لغة البلاغة بكلية الآداب جامعة المنصورة التى ادرس فيها واسكن بالمدينه الجامعية اللى تنسيقى اوقعنى فى تلك المدينة الساحرة، والكل يعلم ذلك حتى جدى الطاعن فى السن الذى وجدته عندما علم بنتيجة التنسيق ” يقول احسدك ياواد على أنك سوف تقيم فى المنصورة كل تلك المدة “.
لم أهتم وقتها بحديث جدى الذى أتذكره كلما تحركت فى الجامعة او وانا اسير فى منطقة المشاية حيث أحس أن جميلات مصر قد اجتمعن فى هذا المكان، بل يمكن ان تقول أن جميلات العالم كله قد اجتمعن فى هذا المكان الذى ينام فى حطن النيل وحطنه مثل حطن اى جميلة من الجميلات.
وفى الكلية كانت مادة الدكتور ابراهيم عبد المهيمن أجمل محاضرة نظرًا لأن الدكتور متمكن من اللغة ومن التاريخ ومن العشاق فهو يبدأ محاضرات بحدث عن أشهر الأعشاق على مر التاريخ، وهو الذى وعدنا بذلك فى أول محاضر دخل لنا فيها و عدنا بذلك ونحن احببنا ذلك .
ولم يعترض زملينا السلفى ” احمد عز العرب ” ابو لحيه غير مهذبة والذى يعترض على اى شئ ونحن نندهش من محولته او اداعئه كتابة القصص ..لان كتابة القصص تتنافى مع ما فى رأسه .
وابدا لا يمكن أن أنسى عندما أتى فى أحد الأيام وكنت استمع وقتها الى ام كلثوم وهى تغنى كل ليلة وكل يوم وأنا جالس فى قاعة المحاضرات أنتظر الدكتور ، وفجأة وجدت زميلى يقول ” هو لسه فيه حد بيسمع أم كلثوم ” فنظرت اليه مندهشا فبتسم ابتسامه صفراء وصمت، وأتى الدكتور وكتب فى منتصف السبوره .. مجنون جينا حكايتنا اليوم..
قرأت العنوان أكثر من مره ولم أسمع ما يقول لأنى غصت فى باطن الماضى وخفت أن يكون مجنون جينا من حكايات الماضى الجميل . الذى نقرأ عنه.
اقول هذا لان البنت التى احبها تحمل ذات الإسم ،وانا لا اتمنى ان تكون من الماضي ، وانما اتمنى أن تكون من المستبقل الذى نعمل على تحقيقة، وفى سبيل ذلك نبذل الكثير للوصول اليه من خلال كل ما نقوم به .وافوق على ما كتبه الدكتور على السابورة ” مجنون جينا حكاية عاشق ” هنا شعرت انى عريان وأن الكل ينظر الى فوقفت.
وطلبت من الدكتور ان اخرج لكى اتناول قليلا من الماء مضاف اليه ملحا لان الضغط منخفط والعرق بدأ يتصصب وجسدى اخذ يهتز وقدمى لم تعد تتحمل حملى فوقعت ارضا فسمعت صرخا قبل ان تصل رأسى الى ارضية القاعة .