متحف التمساح بكوم أمبو

 

 

حظي التمساح في الديانة المصرية القديمة بمكانة كبيرة في نفوس المصريين، حيث كان إلهاً في منطقتين في مصر، هما الفيوم وكوم أمبو بأسوان، متخذين منه رمزاً للخصوبة والفيضان وقوة حاكم مصر، حيث عرف باسم “سوبك”، وشيدت له المعابد في هاتين المنطقتين.

ولكن هل حظى التمساح “سوبك” بهذه المكانة لدى جميع المصريين؟؟؟
هذا ما يشير إليه هيرودوت من أن بعض المصريين القدماء كانوا يعتبرون التمساح مقدساً، وآخرون يهاجمونه.
فأحياناً يعاملونه بتكريم زائد ويقدمون له أسماكاً وأطعمة ثمينة، ويزينون رأسه بأقراط وقدميه بأساور وحلقان ذهبية مطعمة بحجارة ثمينة، ويروضون صغاره بلطف شديد، وبعد موته يطيبونه بأطياب ثمينة.

ولكن في مناطق أخرى يتعاملون معه بشيء من الاشمئزاز الشديد، فلا يتركون فرصة يمكنهم فيها تدميره إلا استغلوها، حيث كان التمساح بالنسبة إليهم صورة من صور “ست” إله الشر.

وخلال السطور التالية يقدم موقع «مباشر ٢٤» أهم المعلومات عن «متحف التمساح بكوم أمبو»

نشأة المتحف
يقع المتحف في “كوم أمبو” بمحافظة أسوان، ويعد أكبر متحف عالمي يخص حيوان واحد فقط، ويحتوي على تماسيح محنطة منذ أيام القدماء المصريين.
تم افتتاح المتحف في شهر يناير 2012م، وكان مبنى المتحف في الأصل مركز للشرطة لكن بسبب موقعه المقابل للمواقع الأثرية حولته الحكومة المصرية إلى متحف.

وتحدث “مؤمن عثمان” رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، عن المتحف قائلاً: أنه يُعد أحد أهم المتاحف النوعية بالمحافظة، وهو يقع بجوار معبد كوم أمبو في الجهة الشرقية لنهر النيل، ليسلط الضوء على المعبود “سوبك” أحد معبودات مدينة كوم أمبو.
كما يعرض عددًا من مظاهر عبادة المعبود “سوبك” الذي يتخذ هيئة التمساح، وما ارتبط بها من تحنيط التماسيح وغيرها من الطقوس.

محتويات المتحف
يضم المتحف 22 تمساحاً من 50 تمساحاً تم العثور عليها بالمنطقة القريبة من المعبد، ووضع بعضها في فاترينات زجاجية خاصة لعرضها، تمثل مختلف أعمار التماسيح؛ منها في المرحلة الجنينية في البيضة، وتماسيح حديثة الفقس، وأخرى كبيرة مختلفة في الأطوال، تصل إلى نحو 5.5 متر، بجانب 8 أخريات في توابيت ولفائف الدفن.

وقد روعي في طريقة العرض أن تبدو كما لو كانت تميل على الرمال وكأنها متجهة لتقترب من شاطئ النيل على ضوء القمر، وذلك باستخدام وحدات إضاءة صناعية توحي بهذا الجو الأسطوري.

كما يوجد بالمتحف مقبرة توضح كيف عثر على التماسيح المحنطة، حيث جرت العادة قديماً أنه عند نفوق التمساح بطريقة طبيعية، أو حتى عند قتله، يعامل على أنه حيوان مبجّل، فتقام له طقوس التحنيط كاملة، ويدفن في جبانة خاصة، وتدفن معه قرابين تخصه من أوانٍ فخارية مملوءة بالطعام وغيرها، وكان يجري الدفن في شرق النيل بمنطقة من الطين الجاف، في مجرات خاصة لها قبو، تغطى بسعف النخل، ويلف بعد التحنيط بلفائف من الكتان.

وتعظيماً لشأن التمساح، كانت عيونه تطعم بعيون صناعية، حتى يصبح مرهوب الشكل قبل الدفن، وبعضها كان يوضع في مقاصير من الخشب الملون.

بالإضافة إلى العثور على مومياوات التماسيح، مرصعة برقائق من الذهب، وبالذات أسنانها المدببة المخيفة؛ التي غطتها رقائق الذهب.

ويستعرض المتحف كيفية تحنيط التماسيح، من خلال خمس مومياوات توضح مراحل وكيفية تحنيطها، والتي كانت تتم بنفس الدقة التي يتم اتباعها عند تحنيط الملوك، أو الأفراد عموماً.

وأيضاً المحفة وهي عبارة عن ترابيزة من الخشب توضع عليها التماسيح المحنطة، وتقدم لها القرابين وتوجد داخل المقبرة كمقصورة خشبية.

كما يحوي المتحف 20 قطعة من اللوحات والتماثيل التي تخص عبادة التماسيح أشهرها تماثيل للإله “سوبك”، وأربع لوحات خاصة بالإله “سوبك”، اثنتان منها تم أخذهما من متحف الأقصر ولوحة رائعة أخرى تم وضعها في مدخل المتحف.

والمتحف متاح للزيارة يومياً من الساعة  7 صباحاً وحتي الساعة  8مساءً.

سعر التذكرة للفرد المصري 20 جنيهاً بينما للطالب 5 جنيهات.