قراءة في المجموعة القصصية ” الأعرج السريع” للكاتب حسين عبد العزيز

مجموعة قصصية، فردت نفسها من عنوانها المحير ، فهذه الازدواجية في العنوان الملفت والمحير في أننا واحد حيث السرعة والأعرج وكان هذا هو الدافع الاول لقرأت المجموعة التي نعرف مؤلفها بانه كاتب مقال في اخبار الادب والقاهرة وروز اليوسف والدستور وغيرها من الجرائد والمجلات المصرية والعربية.

اكتب هذا لان المجموعة كما اشرت منذ قليل مفاجأة في مضمونها كما في عنونها وفي نهايتها ..
فالعنوان كما نعلم هو العتبة الاول للولوج من خلالها الي المتن ان مجموعة او رواية او كتاب فكرى او فلسفي او سياسي او حتي مذكرات او في الفكر الديني فالعنوان مهم للغاية، لأنه كما قال اهل الاختصاص العتبة الاولى !! مداخله (حكي لي الكاتب مره انه عندما قابل الاستاذ صلاح عيسي في مكتبه في احد المرات التي فبها في جريدة القاهرة سأله
_حسين هل تكتب القصة والرواية ؟!
_نعم ..لكني لم اسعي للنشر!
وقال ايضا هنا عندما كان في زيارة للدكتور رضا البهات الذى قال له (يا حسين اتعرف بشيء واحد يا قصة يا مقال )
ومن هنا قرر القاص والكاتب ان يصدر ان يصدر اول كتبه ،وتكون مجموعة قصصية ..وليس مقالاته الذى كان ينوي ان ينشرها في كتاب من خلال سلسله كتاب الجماهير تلك السلسلة التي يشرف عليها الروائي الكبير فؤاد حجازي والذى كان يحمل عنوانا مميزا اسمه (عقول و بيوت خربة)، وقد رفض ان يفصح عن فحوي العنوان عندما طلبت منه ذلك.

والي هنا نتوقف لنعود الى الاعرج السريع.. وتلك القصة التي تحمل المجموعة اسمها لنجد ان تناقش محنة الانسان المصري بعد انفحار ٢٥ يناير وسرقه هذا الفعل العفوي من شباب شعر ان كل شيء في يسرق ويضيع منه وهو غير غير قادر ان يعترض كما البطة المذبوحة والموضعه في اناء موضع علي شعلة نار ..الكل يعاني ويآن لكن لا احد بقادر ان يأخذ موقفًا.

مما يحدث له ..وهنا اجدني مضرا ان انقل هذا النص الممتع كما وضعه المؤلف حتي نقرأه جميعا فنستمتع به: (الحلة على البوتاجاز تتحمل شدة النار المشتعلة في تأني وصبر شديدين وتتحمل أكثر المياه التي تغلي داخلها ولا أحد يدري أيهما يؤثر في الحلة. أهو الألم الداخلي أم الألم الخارجي لحظات قليلة مرت قبل أن يلقى داخل جوف الحلة ببطة ذبحت منذ أكثر من ربع ساعة وتركت بعيدا حتى همدت تماما ولم يبقى فيها نفس ثم وضعت في الماء المغلي والذي لم يشتكي من النار ولا من الحلة المقيد لحريته والتي لم تشتكي قط من وضعها المأساوي على البوتاجاز الكل يتحمل الظروف التي وجد نفسه فيها ولا يتزمر ولا يثور على وضع هو قاسي لكن ما العمل.

فكل من حولي لا يرحمني ولا يرحم جسدي الضعيف فما ذنبي أن كنت قد خرجت إلى الدنيا بهذا الجسم العليل. وما هو ذنبي أن كان رزقي قليل ومن يتجار في الحبوب المخدرة أصبح من ذو الأموال والوجاهة كما هو الحال في الحارة التي أعيش فيها حيث بائع البانجو هو الأقوى وبائعة الحبوب المخدرة هي الأغنى. ماذا أفعل إن كان هذا قدري.

هل أعترض .. هل تريدون أن أكفر، فقد حاولت كثيراً أن أكون شاباً قوياً ولم أقدر وأصبحت الاعرج السـريع القوي الضعيف، الفاهم الغبي، حاولت أن أكون صاحب مشروع .. فقالوا لي أشتري توك توك، كيف وانا ليس لدي مال .. وخطبت فتاه أبوها لديه توك توك.

وفعلت وفعل هو أن عملني وأعطني توك توكه لكي أعمل عليه وأنا أكره سيرته.. لكي أكسب منه وأتزوج.. وأنا كاره له وللزوج تلك هي حياتي ومن حولي لا يرحمني ويدعني في حالي .. كما الحلة الموضوعة على البوتاجاز لكي تسخن وتنصهر بمرور الوقت كما يحدث لي.)

وهذا النص يعد نصا عصي علي التعريف علي قصره الواضح، وهذا يوضح لنا فن القص واختزال العالم في لحظه .،او حدثا كبيرًا في نص قصير للغاية ورشاقة لغته والفلسفة الوجودية الواضحة في النص ومعانة الانسان المصري على مر عصوره.

فكلنا هو الاعرج السريع الذي يود ان يكون لكن كل شيء موجود في الواقع يعوق الانسان المصري ان يجد نفسة وذاته بل والأنكى يجد كل شيء يقف في طريقة ،ويعوقه ليحقق ذاته فتحول الي القوي الضعيف ،الغني الفقير ،الفاهم الى غبي، والانسان ومعانته مع الواقع هذا هو ما نجده في نصوص المجموعة مره من ناحيه الموت والاعيبه .ومره ما يحدث في الشارع المصري الذى يحدث يشيب الجنين في بطن امه.
هنا نكتشف قيمة القص وسحره .