عبد الوهاب اكتشف أن أمير الشعراء ينزل في بنسيون ليرى حبيبته.. حكايات المؤرخ محمود حسن

يحكي المؤرخ الموسيقي محمود حسن أو كما أطلق عليه “مجنون عبد الوهاب” في حوار سابق أن عبد الوهاب حكى له أنه حين تعرف على أمير الشعراء أحمد شوقى، أخذه إلى فرنسا وكان ذلك عام 1925، وكان «عبدالوهاب» يعتقد أنه سينزل فى فندق 5 نجوم، لكنه اندهش حين سمع أمير الشعراء يقول للسائق: أريد الذهاب للحى اللاتينى، ونزلا أمام بنسيون متواضع جدًا، لا يليق بـ«شوقى».

ويكمل:” لكن ما عرفه «عبدالوهاب» وأزال دهشته أن «شوقى» حين كان يدرس الحقوق فى فرنسا كان يرى حبيبته فى البيت المواجه للبنسيون، فكان كلما نزل إلى فرنسا لا يسكن إلا البنسيون القديم. وكان بيرم التونسى يكره عبدالوهاب، لأنه غنى له أغنية واحدة هى (محلاها عيشة الفلاح)، وبها (حركة مازورة) أى ملحن يعجز فيها.

محلاها عيشة الفلاح

وعبدالوهاب عالجها يقول: محلاها عيشة الفلاح مطمن قلبو مرتاح

يتمرغ على أرض مراح والخيمة الزرقا ساتراه

ياه ياه

لا يطلب شرط ومشروط غير لبده وغره وزعبوط

واللقمة ياكلها ومبسوط امكنه واكلها بشقاه

ياه ياه

القعدى ويا الحلان والقلب مزقطط فرحان

تناقلها بجنة رضوان يا هناه اللى الخل معاه

ياه ياه

الشكوى عمره ما قالهاش إن لاقى والا ما لاقاش

والدنيا بقرشين ما تسواش طول ما هو اللى حبه حداه

ياه ياه

يا ريف أعيانك جهلوك وعزالهم شالوه وهجروك

المداين مزروعة شوك ياما يقولوا يا ندماه

ياه ياه

ولأجل تلحينها عالجها بطريقة عبقرية وهى إضافة «ياه ياه».

ويكشف المؤرخ محمود حسن: «فى سبتمبر 1933، خرج فيلم (الوردة البيضاء) لعبدالوهاب، وفى نفس الوقت كانت (نادرة) تعمل على فيلم (أنشودة الفؤاد)، وطلب عبدالوهاب من المخرج محمد كريم أن ينتظر حتى يخرج فيلم (نادرة) لتلاشى الأخطاء التى يقع فيها، وكان (أنشودة الفؤاد) يخرجه إيطالى وكل كاست الفيلم إيطالى، وأيضًا نصفه صوتى ونصفه صامت، وبه أغنية وحيدة متقطعة، وكان التمثيل خطابيًا، لأن فريق العمل المصرى كانوا مسرحيين وعلى رأسهم جورج أبيض، وحين حضرت ندوة فى أكاديمية الفنون بالهرم قلت لهم: إن فيلم (الوردة البيضاء) به 8 أغانٍ وكله ناطق، وهو إنتاج مصرى لعبدالوهاب وإخراج مصرى لمحمد كريم، وبالتالى يكون أول فيلم غنائى مصرى لعبدالوهاب وليس فيلم (أنشودة الفؤاد) لنادرة، وهو الأمر الخاطئ الذى اتبعه كل المؤرخين الفنيين».

الفيديو كليب

وكما يكشف أن «البلاى باك» و«الفيديو كليب» اكتشاف خاص بـ«عبدالوهاب»: «تعريف البلاى باك هو أن تسجل وأثناء التصوير تحرك الشفايف فقط، وهو الأمر الذى اكتشفه عبدالوهاب أثناء تصوير فيلم (الوردة البيضاء). فحين ذهب إلى ألمانيا وجد قصيدة كلمات بشارة الخورى اسمها (جفنه علم الغزل)، وقال لكريم وقتها: إننى أريد أن أضم هذه الأغنية فى الفيلم، ووافق محمد كريم على الطريقة، وبالفعل قام عبدالوهاب بالتمثيل الصامت بطريقة البلاى باك وسجلت باسمه فى باريس عام 1933».

أيضًا كان كريم يسجل الأغانى بالمناظر، فكان يماثل ما يقوله عبدالوهاب بالصور من الطبيعة ويكون صوت عبدالوهاب فى الخلفية، وهى الطريقة التى استخدمت فيما بعد باسم الفيديو كليب، وهى أيضًا من اكتشاف عبدالوهاب. ويختتم محمود حسن حديثه عن «عبدالوهاب»: «فى إحدى المرات وجدت أحدهم يسأل عنى، وعرفنى بنفسه اسمه (يوسف خليف)، رئيس كونسرفتوار باريس، وكان جزائريًا يحمل الجنسية الفرنسية، وكان قد كتب مقالًا بعنوان (شجرة الورد على ضفاف النهر الخالد)، وله دراسة جاء فيها كل الموسيقيين مثل بيتهوفن وباخ وتشايكوفسكى وغيره، وفى تونس الرياحى وفى مصر عبدالرحيم المسلوب وعبده الحامولى، وقال فى دراسته: إن كل هؤلاء بايعوا عبدالوهاب أميرًا عليهم».