صلاح أبو سيف: بعت كل شئ من أجل فيلم.. وتجربتي الأولى لم تنجح

تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد رائد الواقعية المصرية صلاح أبو سيف والذي أجرت معه مجلة الكواكب حوارًا تحدث فيه عن الفن وأصعب المواقف وغيرها.

يقول صلاح أبو سيف:” أنا من مواليد 12 مايو عام 1915 بحي بولاق، هذا الحي الشعبي الذي لم يفقد شعبيته منذ أجيال ولن يفقدها، وقد حصلت على دبلوم التجارة المتوسطة، ولم أكن أعرف شيئا عن التمثيل أو عن السينما، بل كنت متفرجا مواظبا  في حدود إمكانيات مصروفى، الذي كنت أتقاضاه من أهلي.

وأحسست أن ثقافتى الفنية قد بدأت تتكون عندما التهمت كل الكتب التي كانت تبحث في صناعة السينما، وكنت أطبق ما أقرأه على ما أشاهده من أفلام البطولة ورعاة البقر، ورأيت أن أبرز هذه الثقافة عن طريق الصحف، فعملت ناقدا ومحررا للفن في “الصباح” و”أبو الهول” و”العروسة”.

 صحفي ثم موظف

ثم تخرجت فعملت محررا فنيا بالأجر، ولكن الأجر الضئيل الذي لم يشبع معدتي، فعدلت عن العمل الصحفي، وبحثت عن وظيفة ووجدت ضالتي المنشودة في سكرتارية شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة الكبرى، فسافرت إليها، ورحت أقضي أوقات فراغي في التهام الكتب والمجلات التي تكتب في شؤون صناعة السينما، حتى استوعبت الكثير منها

تيتا ونج

وعن صلته العملية بعالم الفن قال صلاح أبو سيف:” حدث أن جئت في أجازة إلى القاهرة فوجدت أن جميع أصدقائي من محرري باب الفن في جميع دور الصحف يعملون بهمة ونشاط في إعداد وإخراج فيلم للسيدة أمينة محمد، اسمه “تيتا يونج” فأردت أن أجرب مواهبي العملية التي تكونت من قراءتي، فاشتركت معهم في هذا الفيلم، وقضينا الأيام والليالي في عمل متواصل، حتى تم إعداد الفيلم للعرض، وسقط الفيلم بالطبع سقوطًا كبيرًا، لأنه لم يتكلف سوى 17 جنيه نصف جنيه، هي كل ما أنفق عليه، وكانت هذه هي تجربتى الأولى.

 من المجلة إلى استوديو مصر

وعن كيف ترك وظيفته واتجه للسينما يقول أبو سيف:” كان الأستاذ نيازي مصطفى قد قدم إلى المجلة لإخراج فيلم عن مصنعها، فاتصلت به وساعدته داخل المصنع وخارجه، حتى أتم عمله على ما يرام، وانتهزتها فرصة، فرجوت أن يلحقني باستوديو مصر، ففعل، ونقلت من سكرتارية مصانع المحلة إلى استوديو مصر، في وظيفة مساعد في قسم المونتاج، ورقيت بعدها إلى وظيفة رئيس قسم المونتاج، وفي هذا القسم تعلمت عمليا كل شيء عن الإخراج والسينما ودقائق هذه الصناعة

 أول فيلم

وتحدث أبو سيف عن أول فيلم أخرجه فقال:” أول فيلم لي عام 1943 وقام بالدور الأول فيه إسماعيل يسن، وقد بدأت به ظاهرة جديدة في صناعة الأفلام، هي الاستغناء عن الجنس اللطيف، فلم تظهر في ممثلة واحدة، وكان اسم الفيلم “العمر واحد” إلا أن نصيب الفيلم كان المصادرة للاسف الشديد، ولم أتقاضى مليما في هذا الفيلم .. بل كان تجربة ثم بدأت في إخراج أفلام قصيرة ناجحة،أما أول فيلم أخرجته الإخراج الكامل فكان فيلم قلبى دليلى بطولة عقيلة راتب وعماد حمدى الذى أنتجه استوديو مصر عام 1945، وكنت موظفا في الاستوديو بمرتب قدره 60 جنيها، وقد تقضيت في إخراجه مرتب عامين، علاوة على 500 جنية مكافأة

صعوبات

وعن الصعوبات التي واجهت حياته الفنية يقول:” صعوبات كثيرة جدا فإننى من هواة الأحياء الفقيرة، أصورها للجمهور على حقيقتها وبلا تزييف، وقد عرضت قصة “لك يوم يا ظالم” على المنتجين فرفضوها بالإجماع، وقالوا: إن الجمهور يحب الأفلام ذات المظهر الأرستقراطي، فكيف تخرج فيلما في حمام سوق؟ ولما كنت واثقا من نجاح الفكرة فقد اضطررت إلى بيع ما ورائي وما امامي، وأنتجت هذا الفيلم لحسابي، ونجح نجاحا كبيرا، وقد شجعني هذا النجاح على التوسع في إنتاج هذا اللون من الأفلام، فأخرجت الأسطى حسن، ثم ريا وسكينة

وعن رضاه عما أخرجه من أفلام يقول أبو سيف:” أنا غير راضٍ، وخاصة عندما أشاهد فيلما من إخراجي، إذ أشعر أنه كان في إمكاني إخراجه على صورة أحسن.

وعن اوجه النقص في الفيلم المصري يقول:” الفيلم المصري لا بأس به بالنسبة للبيئة التي نعيش فيها، بل هو فيلم نموذجي، ومع ذلك فهناك أوجه نقص، لعل أهمها عدم الإخلاص في العمل من ناحية المشتغلين بهذه الصناعة، إن السينما عمل جماعي، وليس عملا فرديا، لهذا كان الواجب أن يتكاتف جميع المشتغلين في الفيلم، وأن يحشدوا قواهم في سبيل هدف واحد، هو الكمال.

اقرأ أيضًا..

 “هددني حكمدار القاهرة”.. حسن فايق يحكي قصة المونولوج الذي أحدث أزمة