“صرخة أم”.. نص شعر للشاعر هيثم حمدي

إبـنـي جـــيّ
متقولوش على إبني ميت
إبـنـي حـــيّ

جايب معاه لقمة أمل
نتعشى بيها ف المسا

جايب معـاه الـمـريـلـة
لأخوه عشان المدرسة

جـايـب لأبـوه تـمـن العـلاج
غضروف، صرع، عرق النسا

شايل فى حصالته اللى لمه
واللـى شـاف الـويـل وهـمـه
لاجــل يـسـعــد بـــس أمـــه

لاجـــل يـدفـــع قـســـط بـايـــت
مــن جـهــاز اخـتــه اللـى راحــت
بيت عدلها بـ هدمتين، وبـ حلتين
وبـ مـفـرشـيــن جـــوا الـعــلـــــب

مـيــــــن اللـــى بـيـقــــول
إن فـيــه قـطـــر اتـقـلـــب
أنــا عـايــــزه إبـنــى
مين بعده يسند ضهرى مين؟
كـان لـيـه يـسـيـبـنى

كان هو سندي وعزوتي
كان هــو ضلـي
كان ليه يروح من غير وداع
أنا إيه فاضل لى

طب كان يعرفني إنه مش راجع خلاص
طاب كان يقول لى
وانا كنت افصّل قلبي له قضبان حديد
وافرد ضلوعي يدوس عليها القطر
ويـمــدو الـوريـد

طب كان يقول وأنا كنت أطويله البلاد
طب كان يقول وأنا كنت أطويله البعـاد

وأنا اشله جوا ف قلـبي وأعدي البلاد
وأسـابق الـقـطـر اللى كان مـشـلـول
ومـــا وافـاش بـالـمـيـعــاد

دا الــدم مـالـي الـمـريــلـة
وجيوبها فيها آلام وخوف
وابوك رفض حتى العلاج
ما همه الكبد والغضروف
وأنا بعدك ما عدت بشوف
يا ريتــك جيـت

دا اختـك صلبـوا ضحكـتـهـا اللـى كانـت
كل يوم تطرح على كل الشجر ف الغيط
عشـان حجـزوا على سريرهـا
وكنبه وكرسي كان فى البيت

يا موت.. لـو كنـت يـوم شايـف
وباللى انا فيه يا موت حسيت
مـكـنـتـش جـيـت

وسبت القطر يوصل فى الميعاد ويفوت
محدش كان يوم ينطق بسيرة الموت
بدقة قلبي سامعاها بتنطق تووت
وشايفه ابني زماااانه جي

أنا مش راح اطفى شمعه كانت
يوم تمد لقلبي ضـي
أنا ابني راح عند اللى خلقه
بـس بـردك لـسـه حــي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى