Site icon مباشر 24

شاعرية السرد دراسة نقدية في وجوه خارج الكادر لصلاح هلال

إذا سلمنا ان العتبات النصية هي بوابة الدخول إلي المنجز السردي وإذا سلمنا بأنه كلما امتازت هذه البوابة بالإشراق والجذب كلما كانت دافعاَ رئيسيا لاقتحام النص.

ولا شك ان هذه العتبات النصية بالنسبة للمتلقي تخلق عالما موازيًا للعالم الأصلي, وهي للمتلقي كالقارب الذي يبحر به في عالم السرد، وأن تلك العتبات تبين لنا شخصية السارد والي ماذا يرنو بهذة العتبات التي توحي للمتلقي بدلالات لايمكن ان يقولها السارد إلا من خلال هذه النصوص المكثفة.

فإذا حاولنا ان نفسر صورة الغلاف في ( وجوه خارج الكادر ) لفك شفرات النص نجد أن:

والعلاقة بين العنوان والمتن يمكن ان تكون تقابلية أو انزياحية..الخ

والعنوان هنا (وجوه خارج الكادر ) لافتة مفعمة بالطاقة ومدخل اولي نجح في تحفيز افق التوقعات . جاء مكثفا مشعاً غير مباشر ذو صلاحية كبيرة في التأويل .

فوجوه من؟ ولماذا هي خارج الكادر؟

اسئلة جعلتنا نسرع لتلقي المنجز السردي.

اما عن العتبات النصية الداخلية فجاءت معظمها كلمة واحدة نكرة مثل ( براءة – ارتقاء – سحر – وجود ……. الخ) في مجملها معبرة وجاذبة

عن المستعمر وكيف شق رؤسهم بفأسه وتوحد الاجيال حيث تنشق الارض عن وجه حده ويتخرط الوجهان كوجه واحد يزين فضاءات الحدود وان كانا خارج الكادر .

 

 

 

 

ولقد منحت دلالات عدة وطرحت اسئلة , فهل كانت الدموع سرا من اسرار عالم (صلاح هلال) وهل عبرت عن تجربة امتزجت فيها مشاعره المختلفة وانفعالاته المضطربة وأحزانه المرتجفة ؟

اكاد أشعر ان دموع (صلاح هلال) التي تملا الكادر هنا تعبر عن القهر والظلم واليأس بين البشر .

وهل يحاول صلاح هلال بالدموع ايقاظ البشر من غفوتهم ليطهرهم مثل قصة (دموع حائرة ) بعناوينها الجانبية  طفله , النورس , ضياع والتي  تفصح عن معاناة المخلوقات بصورها العديدة ص 40

فهل يريد الكاتب صلاح هلال ان يبرهن لنا عن قول الاديب الفرنسي فيكتور هيجو .

(ان الدموع هي الدلالة الوحيدة أن الانسان مازالت تسكنه المشاعر الرقيقة وعالم البراعة )

والدموع هنا دموع ثورة ورفض للذل والسقوط والضياع ودعوة الي إعمال الفكر والبحث عن الحرية .

ولم يقتصرعالم (صلاح هلال) السردي علي قضية الوطن بل تعددت القضايا والرؤى فنجده يتناول قضايا التميز ضد المرأة في قصة (حنين) ص 52 حيث تنتحر الزوجة من ظلم زوجها وجيرانها للخلاص بالجنين من ظلم البشر وعالج قضية التقدم في العمر في قصة (خريف) ص 53 وتعانق وعكاز

وقضية الخرافات في قصة ( لحظة وداع ص 35)

وقضية العقوق وتضحية الام في قضية (امي) ص 60

وقضية سد النهضة في قصه (سأعيش) ص67

وقضية الحدود في قصة (البكر) ص 43

وقضية انتشار المخدرات في قضية (المولد) ص 50

وقضايا الحداثة وعلاقتها بالبطالة وقلة فرص العمل في قصة (الهاتف النقال) ص 78

اما صورة الام فقد تجلت في العديد من القصص مثل قصة ( امي ) ص 60 وكانت حاضرة بقوة في العديد من القصص.

وقصة (لحظة ندم ) ص 51

وجاءت النهايات احيانا مبهمة مثل قصة ( خريف ) ص 53

هذا و (وجوه خارج الكادر ) لصلاح هلال تحتمل العديد والمزيد من الرؤى والتأويل ومحاولة الغوص والبحث والتفسير

فهنيئا لنا بالغوص في بحر صلاح هلال السردي الجاذب ووجوهه العديدة خارج الكادر.

دراسة نقدية بقلم الكاتبة سمية عودة، أمين عام النقابة الفرعية لاتحاد كتاب محافظتي الدقهلية ودمياط.

 

 

Exit mobile version