“رسالتي إليك”.. قصيدة للشاعرة رضاعبدالوهاب

وأراهُ دوماً مكسوراً
في القفصِ يعاني كالموتى

عُصفوركَ أضحى مقهوراً
قد ظنَّكَ تُسقيهِ العشقا

قد صار ببحرك محبوسا
قد بات ضعيفاً كالغرقى

تضغط بيديكَ لتحييه
وتشقَّ جَناحيه شقا

فتعلقَ بين الأسلاكِ
وكأنك تشنُقه شنقا

عصفوركَ يصرخُ من ألمٍ
لازلتَ تعذبه رِقا

قد فاض الكيلُ وأغرقني
فكرهتُ حياتي والعشقا

طيري يتهربُ من قلقي
يُطعمني همَّا أو قلقا

وقيودُ الأسرِ تعذبني
تُرهبني قتلاً أو شنقا

تتأرجح دوماً بجواري
تقتلني صمتاً أو نُطقا

وتُراقصُ قبري في ولهٍ
تقتلني أنتَ لكي تبقى

وسجنتَ القلبَ بأضلاعي
لايعرفُ حباً أو شوقا

أسواركَ باتت تُرهقني
ياليتكَ تمنحني عِتقا

وظننتُكَ بَرداً وسلاماً
ياناراً تحرقُني حرقا

نيرانكَ تَحرقَ أثوابي
وتمزقني عرقا عرقا

أطفيء بركانك من قلبي
حتَّامَ أعذبُ أو أشقى ؟!

ياناراً ماعادت تُجدي
لاضوءاً تعطي لا برقا

ودروبُكَ ظلمٌ وظلامٌ
تمنعني أعلو أو أرقى

تدفعني بأعماقِ البئرِ
ياقدري حسبي ما ألقى

عصفورك يبكي من ألمٍ
ودروبك تخنقه خنقا

امنحني ياموسى عصاكَ
حيَّاتٌ تملأُ لي الطرقا

يا علمَ الخضرِ أنا امرأةٌ
امنحني من علمكَ رفقا

فرعونُ مزَّق في كبدي
ويجولُ بأحشائي حقا

من يهبُ لفرعون التقوى
كي يتركَ لي قلباً أنقى

ياربي ياعالم سري
خلِصني من هولٍ ألقى

واصرف مغروراً ضللني
قيَّد أطرافي والعُنقا

يايُوسف ماذا في الجُبِّ؟
هل تدري غرباً أو شرقا

إخوانكَ قد غدروا غدرا
ونساءٌ ينزفن العشقا

والسجنُ ينادي يحميك
ويخففُ عن قلبك رهقا

خلِصني من هذا الظمأِ
فعذابي قد بلغ الحلقا

وظننتكَ نهراً يرويني
وشرابكَ غيثٌ أو أنقى

جناتُكَ خاويةٌ كهلىَ
لا تُؤتي زهراً أو عبقا

يارجلاً دمّــرَ أركانى
ماعدتُ أحتملُ الطَرقا

إن كانت تجمعُنا سُنة
فالبُعدُ وصالكَ قد شقَّا

سأطيرُ بفضاءٍ رحبٍ
لأسابقَ نوري والألقا

قطراتُ السُحبِ تُطهرني
وأعوذ بمن وهب الخَلقا

وأعودُ لقلبى أخبرهُ
قد أصبح حراً وانطلقا

إني عـذبتكَ ياقـلـبي
ومنحتكُ هماً أو أرقا

والآن ستغدو أزهاراً
أكسوكَ بأحداقي ورقا

ما كنتُ أفرقُ في عمري
أن يسبحَ حبَّا أو غرقا

قد عشتُ بحذوكَ أوقاتي
فغدوتُ طريقاً أوفرقا

الآن سأقسمُ يا قلبي
لن أغفرَ دمعي لو هَرقا

عُصفوركَ قد أصبحَ نسراً
سيجاوزُ حدَّك والأفقا

لن أُهزمَ ثانيةً أبداً
حتى لو حجرٌ نطقا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى