تماثيل التناجرا… أقدم وأندر مجموعة فنية في العالم

كتبت: سناء صفوت

تماثيل التناجرا.. واحدة من أقدم وأندر المجموعات الفنية في العالم كله، ويرجع ذلك لما تتميز به من تعدد في الأحجام وكثرة في العدد وثراء في الألوان التي ما زالت تحتفظ بها حتى الآن.

خلال السطور التالية يقدم موقع «مباشر ٢٤» يقدم الدكتور عزت زكي قادوس، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية، كلية الآداب جامعة الإسكندرية، أبرز المعلومات عن تماثيل التناجرا فقد كتب كتاب عن تماثيل التناجرا.

فقال: اشتهر الفن الهيلينستي بعدد من المجموعات الفنية الغريبة والرائعة في الوقت ذاته، وإحدى هذه المجموعات هي التماثيل الفخارية تراكوتا Terracota ( أي أنها صُنعت من الطين المحروق ) والمعروفة باسم تماثيل التناجرا، وقد اكتسبت هذه التماثيل هذا الاسم نسبة إلى مدينة تناجرا في مقاطعة بيوتيا شمال بلاد اليونان والتي عثر فيها على تلك التماثيل لأول مرة وبأعداد كبيرة.

طريقة تصفيف الشعر عند الفن السكندري

وقد تميز الفن السكندري بتمثيل الواقعية والمثالية في هذه التماثيل التي تمكنا من خلالها أن نتعرف على طريقة تصفيف الشعر خلال تلك الفترة، وكذلك الملابس والآلات الموسيقية وغيرها من العناصر المتعلقة بالحياة الاجتماعية.

ونظراً لصغر حجمها وضعف المادة التي تصنع منها فهي لم تحظى بنفس القدر من الرعاية والاهتمام الذين حظيت بهما بقية الأعمال الفنية الضخمة وذلك من قبل الكتاب والعلماء والأثريين.

ظهرت هذه التماثيل حوالي القرن الرابع ق.م، و تمثل غالبيتها سيدات واقفات أو جالسات بالزي اليوناني المعتاد الذي يتكون من (الخيثون) و ( الهيماتيون)، و يغطين رؤوسهن بالقبعات و يمسكن بطفل أو مروحة أو حيوان أليف.
ولم تقتصر على السيدات فقط بل مثلت أيضاً شباب وصبية واقفون وشباب وصبية جالسون.

الأسلوب الفني لتماثيل التناجرا

_ أسلوب العصر الهيلينستي المبكر
سمي هذا الأسلوب باسم الجبانات الموجودة في مدينة تناجرا، حيث عثر في هذه المقابر على عدد كبير من التماثيل، وذلك خلال السبعينيات من القرن التاسع عشر.
ولقد ظل هناك اعتقاد لفترة كبيرة بأن أسلوب تناجرا ( الهيلينستي المبكر ) كان ابتكاراً محلياً انتقل من مدينة تناجرا إلى سائر العالم الهيلينستي إلا أن الدلائل أثبتت أن أثينا هي مهد هذا الطراز الذي تميز بسحره الرائع.

_ أسلوب العصر الهيلينستي المتأخر
ظهر أسلوب جديد في حوالي عام ٢ ق.م واستمر في بعض المناطق حتى عصر ظهور المسيح عليه السلام، واستمر في مناطق أخرى حتى عام ١ م، ويلاحظ في تطور هذا الأسلوب أنه لم يعد عالمياً وفريداً مثلما كان أسلوب التناجرا الهيلينستي المبكر.