“تراوغهُ المسافات”.. قصيدة للشاعر سفيان صلاح هلال
يُسافر لاجئًا أبدًا
له وطنٌ
يراه البعضُ من ظنٍّ
له روحٌ
له حلمٌ بِلا حزنٍ…
خرائطه
يُصدّقها
وإنْ بانتْ مشوشةً
مدائنه
يعيش بها وإنْ غابتْ
عن الرؤيا
يحارب دائمًا عُقَدًا
يناقش كلَّ خردلةٍ
إذا منعوه عن دربٍ
مضى للدربِ بالممنوعِ
مشتاقًا
إلى المفروضِ
في أسفٍ
محملقةً
جوارحُه
إلى المَوْقُوفِ في دمِهِ
له في حضْرةِ الحجّابِ
عند مفارق الحدّينِ حضْرتُهُ
يَصُدُّ قذائفَ الشكِّ
التي تٌرْمَى
على مَرْمَى هُويّـّتِه
إذا ضاقت به بلدٌ
مضى يرجو له بلدًا
وإنْ كانت جميع الأرضِ
تبدو شبْهَ منفاه
وفيها مُرغَمًا يسْعـَى
كظلِّ الحائطِ المهجورِ
لقْمتُه
بركنٍ خلْف عين الشمسِ
راحتهُ
جوارالسّورِ
يطوي عن عيون الكوْن هامتَه
يكَوّرُهُ
وكوب الشاي في يده
كقنْبلةٍ على المقْهَى
يسافر قاصدًا مُدنا
تسامتْ عن هوَى الأسْواقِ
في عِزةْ..
تراوغه المــــسافاتُ المــــــدى
ورداً
وأسئلةً
سلالمَ لا إلى مدن
بحارًا لا إلى صيد
وبعضَ الطفْوِ..
والغطْسِ..
و ما تُلقِي به الأنواءُ
عبْر” الدِّشِّ”
والمذياعِ
في الأوراقِ
في الأخبارِ
عن حربٍ علي الإرهابِ
أو قصْفٍ على (غَزّةْ)
وما يُغري به الإعلان من خُططٍ معلبةٍ
وأنواع من ” البيـــــــتزا”