“بوس زي ما انت عاوز ولا يهمك”.. حكاية قبلة بين أم كلثوم وزكي طليمات

تحدث الفنان الراحل زكي طليمات عن حكاية قبلة دارت بينه وبين أم كلثوم في أحد المشاهد، وذلك في حوار أجرته معه مجلة الكواكب.

يقول زكي طليمات:” كنت اعرف أن هناك عاملا من ضمن المصورين من مجاذيب أم كلثوم، وكان يخشى عليها من أي شئ وكثيرا ما قاطع مشاهد كانت تدور بينها وبين أبطال الفيلم.

ويضيف:” المشهد الجديد أو اللقطة القادمة كما يقول أهل الفن، كانت تقضي بأن أعانق أم كلثوم عناقا حارا، لأطبع بعد ذلك على فمها قبلة الشوق، بعد أن قام الهجر الطويل بيني وبينها مدة طويلة، وتقدمت إلى تمثيل هذا المشهد بحزن شديد، ولم أنسى صيحة العامل لي في مشهد سابق، ودارت الكاميرا، وجرى العناق والتقبيل، ولكن المخرج لم يرضى عنهما، بدعوى أنهما جاء باردين، وأمر بإعادة التصوير من جديد، ودارت الكاميرا للمرة الثانية، وإذا بصاحبنا يصيح مطالبا بوقف التصوير، ثم التفت نحوى وهو يقول: يا أستاذ احنا في مصر مش في أمريكا، ودارت الكاميرا مرة ثالثة ومر العناق بسلام، والتفت الأستاذ الذي هو أنا والذي يجهل ولا شك أن التعبير عن العواطف البشرية يجب أن يجري في مصر على خلاف ما يجري في أمريكا وبلاد الواق واق، التفت إلى الأستاذ المخرج، والتفت هو بدوره إلى الوجيه المتزمت، ثم اتجهنا كلنا بنظراتنا إلى أم كلثوم، وكأننا نحتكم إليها، لكن أم كلثوم التزمت الصمت الحكيم.

ويواصل:” وعاد الوجيه يبرطم متحدثا عن الأداب العامة والخاصة، فأحسست بنفسي تفور فورة غضب وألم وخيبة، فارتميت على مقعد بعيد عن ميدان المعركة، ووضعت رأسي بين يدي، ولا أعرف كم من الوقت مكثت وأنا على هذه الحال، ولم أنتبه إلا على وقع أقدام تقترب مني، ورفعت رأسي فوجدت أم كلثوم، فوقفت احتراما لها، وإذا هى تهمس في أذني:”  بوس زى ما أنت عاوز.. زي ما يطلبه دورك ولا يهمك”.

ويختتم:” ودارت الكاميرا مرة أخرى، كانت عيون العمال تحاصرني ووجه الوجيه المتزمت يطاردني، ولكني لم أعبى بكل هذا بعد أن تلقيت الأمر من صاحبة الأمر، فقبلتها كما يقتضيه الدور، وصاح المخرج كويس خالص، أحسنت يا أستاذ، فالتفت مذعورا إلى ناحية الوجيه المتزمت فلم أجده، وأدرت ظهري باحثا عنه في أنحاء المكان فلم أرى غير ظهره، وقد اتجه نحو باب المخرج، وعدت إلى أم كلثوم أسألها بنظرات حائرة فضحكت وقالت: أهو كده الشباب الناضج.