بماذا وصف سلامة آدم الشاعر أمل دنقل؟

تمر اليوم ذكرى 21 مايو رحيل الشاعر الكبير الذي بكت الآلاف من الناس على رحيله، وبعد رحيله صدر الكثير من الكتب تتناول حياة الراحل ومن بينها كتاب الدكتور أحمد الدوسري بعنوان ” أمل دنقل .. شاعر خطوط النار” والذي رصد فيه العديد من آراء الشعراء والكتاب والأدباء والاكاديميين حول رأيهم في شعر أمل دنقل ومن بين تلك الآراء ما قاله الدكتور سلامة آدم الذي جاء رآيه في أمل كالتالي:
يقول الدكتور سلامة آدم في احدة شهاداته عن أمل لم يكن والد أمل مدرسا عاديا للغة العربية لكنه كان كذلك فقيها وعالما أدبيا مثقفا وفوق ذلك كله كان شاعرا مرموقا ولقد وجد أمل في بيته مكتبة وكتبا ضخمة ذات أوراق بيضاء تارة وصفراء تارة أخرى وظهرت هذه الكتب بين يدي أمل لكن المفاجأة الكبيرة هي أن أمل ابن الرابعة عشرة تقريبا يكتب القصائد الطوال،
ويلقيها في احتفالات المدرسة بمناسبة المولد النبوي الشريف وعيد الهجرة وغيرها من المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية وهنا اختلفت الأقوال وتضاربت الروايات ، ذهب اكثرها إلى أن هذا الشعر هو شعر والده وجده أمل في أوراقه، فأنتحله ونسبه الى نفسه ، فالمعاني التي يتناولها في قصائده دقيقة والألفاظ صعبة، والتراكيب معقدة فمن أين له كل ذلك ؟
وحينما بلغ هذا الطعن في شاعريته أخذ ينظم قصائد من نوع مختلف استخدم فيها اللغة العامية أحيانا والفصحى أحيانا اخرى ، وكلها هجاء مقذع في هؤلاء الذين رددوا هذه التهمة وحفلت هذه القصائد بتشيعات و أوصاف حارحة وألفاظ خارقة ، بصورة ربما لايجرؤ على الاتيان بها كبير ولاصغير فأيقن الجميع أنهم أمام شاعر حقيقي لاشاعر كذاب ، بصرف النظر عن تشنيعاته واتهاماته المسرفة في الخيال هكذا كان حادا مع أولئك الطلبة الذين حاولوا الطعن في شاعريته .
فالطعن في الشعره عنده الطعن في صميم كبريائه وفتوته الجامحة ، وشأن كل الذين بدأوا الشعر في أول حياتهم ، يصبح الشعر جزءا حقيقا وهاما في حياة أمل ، ورد الشعر الذي كان يلقيه في المناسبات ضمن أوساط الطلبة الى والده الشاعر والأديب كان يدفع به الى فحولته الشعرية ، كيف لا وقد أصبح يشعر برجولته ومن ثم اصراره على التمايز عن والده ، ومن شهادات اصدقائه في تلك المرحلة تحدد أمامنا نوع القصائد التي كان أمل يكتبها والمضامين التي كانت تنطوي عليها.