“بعدما صرتِ حبيبتي”.. قصيدة للشاعر عاطف محمد عبد المجيد

 

“1”
حين
أصحو من نومي
وحيدًا
وأنتِ
لا تزالين نائمةَ
أتيقنُ
أنّ الكون فراغ هائلٌ
أنه جثةٌ هامدة
تنتظر استيقاظكِ
لتنفخي فيها الحياة.

“2”
أبوابي
مفتوحةٌ على مصراعيها
لن تسألَ أبدًا
خارجًا منها:
لمَ فعلتَ؟

“3”
من الآن فصاعدًا
سأدرّبُ قلبي
على القسوة
سأدفع تحويشةَ عمري
مقابل كورساتٍ
تجعله ينسى
كونه طيبًا وحنونًا
وتجعلُ منه قطعةَ صخر
لا يعبأ بأي شيء
لا يتأثر كعادته بأحد
من الآن فصاعدًا
سأفعل المستحيل دومًا
لأجعل منه قلبًا آخر
فقدَ ذاكرته
وراح يتجول وحيدًا
دون أنْ يبالي
بما يجري.

“4”
لماذا تغارين يا حبيبتي
حين أعطى لإحداهنّ وردةً؟
أنسيتِ أنني
أعطيتك قلبي
وجعلتك وحدك
كل وروده؟

“5”
لا تعلّقوا صور الموتى
أمام أعينكم
لا تتذكروهم
لا تعيدوهم إلى هذا العالم الكئيب
مرة أخرى
دعوهم هناك
فهناك أجمل من هنا
بكثير
هناك حيث لا يوجد حمقى
لا كارهون
لا حاقدون ولا حاسدون
بالله عليكم
دعوهم هناك في الجنة
إياكم أن تعيدوهم إلي هذه النار
بعدما
أنقذهم الله منها.

“6”
لمْ أعدْ بحاجةٍ
إلى مديحٍ
أو ثناءٍ من أحدْ
وقصائدي هي الأخرى
لا تنتظرُ كبارَ النقادِ
ليكتبوا عنها
وإنْ كتبوا
فكأنّ شيئًا لم يكنْ
ومهما كانت الجوائزُ
رفيعةَ المستوى
فلنْ تُضيفَ إليَّ جديدًا
كلُّ هذا وأكثرُ
صارَ عاديًّا تمامًا
بالنسبةِ لي
بل لمْ تعدْ
لكل هذا قيمةٌ
بعدما صِرتِ حبيبتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى