بسبب السيدة البيضاء.. يوم أن فكر جمال الغيطاني في اعتزال الكتابة

أعلن الأديب المصري الكبير جمال الغيطاني أنه يفكر في الاعتزال بعدما راى أن ازمة الثقافة المصرية أخذت أبعادًا خطيرة معتبرًا ان وزير الثقافة فاروق حسني يقود حملة لحصار الكتابة استعان فيها بأدباء وأكاديميين وسياسيين للإيحاء بأن المثقفين إباحيين ويعملون ضد الدين، جاء هذا على خلفية منع تداول ديوان “السيدة البيضاء بشهوتها الكحلية” لمؤلفه الشاعر جوزيف حرب في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2001، حسبما ذكرت جريدة الحياة.

بدأ الأمر حين وفد رجال أمن لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وتوجهوا لدار “رياض الريس” وسألوا عن الكتاب ثم قاموا بمصادرة كل نسخه بدون إبداء أسباب، وتوقع “الريس” مصادرة المزيد من الكتب عن داره بعدما صودرت 9 كتب من المعرض بينها ثلاثة عرضت في الدورة السابقة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

وكان هناك تخوف من المثقفين إذ أن المصادرة بهذا الشكل تعني ازدياد قوة التيار الإسلامي السياسي وأن هناك كتب منعت تدور حول حياة أبو نواس وغيرها.

وتوقع جمال الغيطاني أن أسوأ سنوات الأدب بدأت في مصر، وأكمل:” ولن أستطيع بعد اليوم أن اكتب في حرية وهناك سيف مسلط مفاده أن الادباء يخرقون قيم المجتمع، ولا يمكن ان ننسى ان مثل ذلك المناخ بدا عام 1959، بالهجم على رواية نجيب محفوظ وانتهى الامر بمحاولة اغتياله عام 1994.

وكشف الغيطاني أنه يفكر في اعتزال الكتابة مردفًا:” لم أكن أتخيل أن يحدث تشويه للادب والأدباء كما يحدث الآن، ووزير الثقافة طرح القضية بطريقة خاطئة وتلقفها منه أشخاص يهدفون إلى تحقيق أهداف سياسية وتحول الأدب إلى هدف سهل صار كل طرف يستخدمه لتحقيق مصلحته.

ووصف الغيطاني الحل الذي الذي لجأت إليه الوزارة لمعالجة قضية ديوان أبي نواس بانه “تحيل” وأضاف :” قلت قبل أكثر من أسبوع أن الديوان لن يطرح للبيع وتمت مصادرته وهم تعهدوا بطرحه للبيع في المعرض وجاؤوا الآن ليقولوا أنهم سيعرضونه في المكاتب العامة للفرجة، وهم يعلمون أن الديوان مطروح في المكتبات العامة منذ 200 سنة.

واختتم الغيطاني:” الوزير فاروق حسني لديه آليات يستخدمها ضد معارضيه لا علاقة لها بالأدب، ويعمد إلى وضع الأدباء في مواجهة مع الأخلاق والدين ليكسب المجتمع مستعينًا بكتاب واكاديميين، مما حول الأمر إلى لعبة خطيرة”.

اقرا أيضًا..

“محمد العجوز”.. مطرب الصعيد الشارد