بروميثيوس.. تعرف على حكاية أسطورة سارق النار

كتبت سناء صفوت :

صتف بروميثيوس من عمالقة المحاربين في صفوف الآلهة الأولمبية ضد العمالقة في الحرب العظمى، وقد كان ذو حنكة ودهاء ومحبب للبشر دوناً عن الآلهة.

وفيما يلي يعرض موقع «مباشر ٢٤» قصته الأسطورية.

كان بروميثيوس واحداً من حكماء التايتن، وكان اسمه يعنى بعيد النظر، وقد كان يملك المقدرة على التنبؤ بالمستقبل ،وهو ابن لابيتس وكليمينه، وأخو أطلس.

وتُعد قصته من أهم القصص في الميثولوجيا الغربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق، وترمز القصة لدلالات هائلة في الفكر والتاريخ الغربي.

صناعة أشكال بشرية من التراب

تقول الأسطورة إن بروميثيوس هو الذى كان مسؤولاً عن خلق الإنسان، لذا قام بصناعة أشكال بشرية من التراب والماء وأعطاها الحياة، وجعل هذا الإنسان يرفع رأسه لينظر إلى السماء.

ولأنه هو الذى خلقهم فقد وقع بروميثيوس في حب الناس الذين خلقهم وفكر كيف يقدم لهم الخير والسعادة، وهذا الأمر لم يعجب “زيوس” كبير آلهة الأوليمب، لذا شعر بالغضب لأن بروميثيوس فضّل الناس بمعاملته، فلقد أرادهم زيوس أن يكونوا خانعين وبائسين ولم يكن يرغب في أن تكون لهم أية قوة تجعلهم يتجرأون يوماً ما على الاستيلاء على مملكته.

وهكذا لم يكن زيوس يسمح بدخول المخلوقات البشرية إلى مملكته، حتى عندما جاء الخريف أطلق زيوس أول برد الشتاء ورأى بروميثيوس الناس يرتجفون من البرد ويظهرون علامات الأسى والحزن، وهنا حاول بروميثيوس مساعدتهم بشتى الطرق.

وعندما وصل إلى الأرض بحث عن كهف عميق إلى جانب البحر، ومن خلال مغارة بين الصخور أخذ ينزل وينزل عبر زوايا حجرية، وفي نهاية الطريق المعتم خرجت شرارة من النار وقرع البوابة الضخمة لفوهة البركان بضربات قوية.

وعندما دفع البوابة تفاجأ به البركان، لأن بروميثيوس يعلم جيداً أن البركان محظور عليه إيقاف نيران الآلهة لكنه حاول أن يستعطفه.

ولكن أجابه البركان بأنه غير مسموح إلا بإذن زيوس، وتابع البركان عمله يصهر المعدن الأحمر الحي ليحوّله إلى صاعقة سماوية.

وفي تلك اللحظة قام بروميثيوس بإضرام شعلة دون أن يشعر البركان وهرب بها بين العتمة وسط الصخور.

لكن زيوس لم يتوقف حتى عرف الحقيقة، وطلب من البركان أن يطيعه ويصهر السلاسل الأكثر صلابة، وسوف يقيد بروميثيوس بها هناك على صخرة في أقصى الأرض.

وبالفعل عاد زيوس إلى جبل الأولمب بينما بدأ البركان بصهر السلاسل، ولما انتهى أخذها إلى صخرة كبيرة في القوقاز، حيث كان هناك ينتظره رسل زيوس ومعهم بروميثيوس، وتم تقييده ووجهه مرفوع نحو السماء، وفوق الصخرة بدأ طائر النسر يحوم كي يلتهم أحشاءه يوماً بعد يوم.

هيركولس رمز القوة الجسدية

ولكن ذات يوم مرّ “هيركولس” رمز القوة الجسدية بالقرب من الصخرة التي قيدوا بروميثيوس عليها، وأحس بالغضب من قسوة التعذيب، فاستل قوسه الضخم ووضع السهم القوي وأطلقها على قلب النسر، ثم صعد إلى الصخرة وبذراعيه الجبارتين حطم السلاسل والقيود.

وبعدها عاد بروميثيوس إلى الأولمب ليواصل حياته مع الآلهة (هذا في الأسطورة)، ولكن على الأرض لم ينسه الناس أبداً.

ففي كل سنة يقيمون احتفالاً في المدن الإغريقية على ذكراه، حيث يتناقل الشباب الأكثر سرعة والأكثر قوة في الجري وفي قبضاتهم جذوة مشتعلة ويركضون بها في احتفالات سباق تقليدية، وبذلك تنتهي هذه الأسطورة الشيّقة المليئة بالمغامرات … أسطورة سارق النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى