“باقاتُ وردٍ صَبَاحِيَّة”.. نص شعري لـ درويش جبل
عطرُ الوصالِ كما يقالُ تحيةُ
ليتَ الحبيبَ لمنْ أحبَ يُهادي
يُهدي الحبيبَ بقبلةٍ في وردةٍ
يُقْلِي بِها كلَّ الهمومِ ، يُنَادي
ياليتَ قلبي في مَعِيَّةِ قلبه
كُنَّا زَرَعْنَا في الغرامِ بَوَادي
باقاتُ وردٍ في الصباحِ بَعثْتَهَا
وَكَأنَّها كَفُّ النسيمِ النـَّادي
نَثَرَتْ على المشتاقِ ذَرَّ عبيرِها
فَتَنفَّسَ الإشراق فَوْحَ وِدَادِي
يا أيها الثغرُ المُعَتقُ بِاللَّمَى
هِيَ رَشْفةٌ تَروي هَجيرَ فُؤادي
هي قهوةُ الصبحِ المُعانقِ خَافِقِي
هِيَ فَرحَتي هيَ بُغيتِي وَمُرادِي
هي الحنينُ معَ الحنانِ وَعِطرُهَا
غَمَرَ البَسِيطةَ سَهْلَهَا والوادي
هِيَ باقةُ الوردِ النَدِّيٍ عَطَاؤهَا
هيَ سَلسَبيلُ العشقِ للوُرَْادِ
مبسوطةُ الكَفَّينِ في إغْدَاقِهَا
تُهدِي العبيرَ لِرَائحٍ أوْ غَادِي
للَّه دَرٌ حبيبتى منْ سِحْرِهَا
أحْيَتْ بِنَا الخَفَّاقَ بعدَ رُقَادِ
لا تَقطَعِي حبلَ الوِصَالِ فأنني
في وَصْلكُم كم تَرتَقي أمجَادي
وَلتَعْلمِي أنِّي بِمِحرَابِ الهَوَى
أُمْسِي وأُصْبحُ ذَاكِرًا أوْرَادِي
وَمُرَتِلًا نَغَمَ القَصِيدِ بِأَحْرُفِي
وكأنما طَرْحُ الغَرَامِ مِدَادِي
جناتُ عَدْنٍ في رِحابِ عُيونِهَا
سَأجُوبُها والصَافِنَاتُ جِيَادِي
لَوْ رَاغَ وَاشٍ بَالنَمِيمةِ بَينَنَا
إنِّ الوشاةَ جَميعُهم حُسَادي