المعبود سرابيس
كتبت سناء صفوت :
يُعرف عن المصري منذ قديم الأزل حتى وقتنا هذا أنه يُقدر الديانة ويجعلها في المقام الأول، حيث أنها تعتبر جزءاً مقدساً من حياته لا يمكن المساس به، وهكذا في عصر البطالمة حيث اهتموا بالسلوك الديني للمصريين، وكان من مظاهر هذا الاهتمام ظهور المعبود سرابيس.
وخلال السطور التالية يقدم موقع «مباشر ٢٤» أهم المعلومات عن المعبود سرابيس.
سرابيس أو سارابيس أو سِرابِس، هو إله يوناني مصري، انتشرت عبادته خلال القرن الثالث قبل الميلاد بأمر من بطليموس الأول، كوسيلة لتوحيد الإغريق والمصريين في مملكته.
فكان ظهور الثالوث السكندري المقدس(سيرابيس – إيزيس – حربوقراط)، حيث أن إيزيس زوجة سيرابيس وحربوقراط ابنهم.
وسرابيس كان عبارة عن اتحاد بين المعبود المصري “أوزير” والعجل “أبيس”، والذي هو رمز للخصوبة.
لذا كانت الصورة الفرعونية له على شكل رجل له رأس ثور أو ثور كامل يتوسط قرنيه قرص الشمس، وهكذا كان يظهر دائماً في الفن المصرى.
أما اليونانيون فكانوا يرفضون ترميز المعبودات في شكل حيوانات، لذا جعلوا سرابيس في هيئة رجل عجوز في شكل المعبود اليوناني “زيوس”، يحمل وجهه مسحة من الهدوء وله لحية وقورة تحيط بوجهه وشعر مجعد وكثيف، ويعلو رأسه “الكلاثوس” (رمز الوفرة والخصوبة)، جالساً علي العرش في زي يوناني.
كما مثلوه أيضاً في صورة المعبود اليوناني “أسكليبيوس”، معبود الطب والشفاء، حتى أن المرضى من المصريين واليونانيين على حد سواء كانوا ينامون لتلقي العلاج في معبده (السرابيوم) بالإسكندرية.
وقام البطالمة باختيار المعبودة إيزيس، والمعبود الطفل حربوقراط مع سرابيس، ليكونوا معاً ثالوثاً مقدساً، مكون من الأب والأم والابن.
استمرت عبادة سرابيس فى العصر اليوناني بنفس القوة التي بدأت بها، بل وزاد انتشار معابده في حوض البحر المتوسط، حتي كان له ٤٢ معبداً في مصر.
ولكن في العصر الروماني طغت شهرة إيزيس على شهرة الإله سرابيس، فكانت تلك بداية نهاية عبادة الإله سرابيس، حيث جاءت المسيحية بعد ذلك إلى مصر.