“الصارخة”… أسرار مومياء الرعب والغموض

كتبت: سناء صفوت
المومياء الصارخة أثارت جدلًا كبيرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، فما سر هذه المومياء ؟
وما سبب وضعها بجانب الملك رمسيس الثالث ؟ وما هي مؤامرة الحريم ؟
كل هذه الأسئلة سيعرض إجابتها موقع «مباشر ٢٤» من خلال باحثة الآثار المصرية “نادين هاني”، حيث قالت:
في عام 1886م، تم اكتشاف مجموعة كبيرة من المومياوات الملكية بمنطقة الدير البحري، ومن بين العديد من المومياوات كانت هذه المومياء هي الأكثر غموضًا ورعبًا، ويظهر على وجهها آثار الخوف.
المومياء الوحيدة ذات الفم المفتوح، وهي لشاب مجهول الهوية يتراوح عمره بين الـ 20 : 30، محنطة بطريقة غريبة على عكس الطريقه المتبعة لتحنيط المومياوات الملكية؛ فـلم يستخرج المخ من الجمجمة ولا الأحشاء من البطن “المعرضة للتعفن”.
وأكملت أنه تم تحنيط المومياء الصارخة مقيدة اليدين والرجلين، يميل لونها إلى الاحمرار حيث يرجح أنه مات مختنقـًا، ووضعت داخل تابوت خشبي غير مرصع بالأحجار، ودفن حيـًا و لفت جثته بجلد الماعز بدلاً من الكتان الأبيض
وهذا غريب على المصري القديم؛ لأنه كان يعتبره مادة نجسة، وأن الماعز حيوان معادي لإله الشمس (رع)، فمن الواضح أنه دفن هكذا للتحقير.
ولكن ما سبب وضعها بجانب الملك رمسيس الثالث؟
هنا أشارت نادين إلي أن الفريق الطبي لدراسه المومياوات الملكية تحت إشراف الدكتور زاهي حواس استطاع حل لغز هذه المومياء، حيث بعد تحليل الحمض النووي DNA أُثبت أنه ينتمي بصلة قرابة من الدرجة الأولى للملك رمسيس الثالث، وأثبتوا أن المومياء الصارخة هي للأمير الخائن “بنتاؤر” ابن الملك “رمسيس الثالث”.
أما عن مؤامرة الحريم
ففي عهد الملك رمسيس الثالث “الأسرة الـ20” حدثت مؤامرة عرفت باسم “مؤامرة الحريم” حيث اتفقت “الملكة تي زوجة الملك رمسيس” مع ابنها “بنتاؤر” لقتل الملك “رمسيس الثالث” للاستيلاء علي السلطة، حيث استطاعا أن يضما عددًا من المحيطين بالملك ومجموعة من السحراء، ولكن اُكتشفت المؤامرة وتم القبض علي “بنتاؤر”.
وبعد فترة صدر قرار بأن “بنتاؤر” يعدم نفسه بنفسه شنقـًا، وبالفعل نفذ الحكم وتم عقابه بعدم تحنيطه، واكتفوا بتجفيفه في ملح النطرون وصب الراتنج في فمه المفتوح، وتم لفه بجلد الماعز حتي يكمل رحلة العناء والجحيم في الآخرة على حسب اعتقادهم في البعث والخلود.
وهنا تلفت نادين الانتباه لطريقة اكتشاف لغز هذه المومياء وهي عن طريق بردية مؤامرة الحريم التي سجلت أحداث الملك رمسيس الثالث، وهي الآن معروضة في متحف تورينو في إيطاليا أما المومياء موجودة حالياً بالمتحف المصري.