” الشاعر مات”.. قصيدة لـ أحمد حمدينو محمد
هذا الجُرح الاخضر ينبت فوق شريط العمر الأخذ في السريان
أنظر دون حديث
صوب طريق خطـر ممتد
أتحسس؛ كي أسمع أنباء الشعر بمدن الموتى
الشعر تمزق في حلق الشعراء
احتبس بقلب الليل مساء
الشاعر مات
مُذ نظر الثّـورِ يساق إلى حلبات الموت
بكل ثبات
لم يذرف دمع الإنسان
لم يصرخ أو يبكِ
مذ شاهد ثوب الليل يُـمزق
كي يُخرجَ جوفُ القرية
من يهرف بالقول المتلون شعرًا
يحسبه الناس من الجهل الشعر بعينه
الشاعر مات
مذ شاهد كل القتلة يسقون الناس عذابا
في ساعات القحط الجائر
يحتبس الشعرُ بجنبيه
التعب البادي في عينيه
يخنق في الحلق الكلمات
لم أسمع في طرق مدينتكم
شيء من شعر حق
لم أسمع حرف البوح المشتاق إلى الحب
ما عاد لديكم شيء من شعر
سوى الكلمات
يلقيها القادح شعرا في آذان المستمعات
ليس هنالك غير عجائز عجفاوات
منطفئات الأوجه
الحق يموت على الطرقات
والصدر يضيق بأنفاس ظلت تتراقص
بين الواقع والمأمول
الشاعر مات
يا أحلى حسناء في مملكة الورد
يا صاحبة الوجه القمري الأسمر
لا أعرف حسناوات غيرك
يا أحلي ملكات الشهد
يا صاحبة العينين الكاحلتين
والخدين المشتعلين
القلب يحن إلى الكلمات المنسية
لا ألمح بين ستائر جوف الليل
غير الشعر قتيلا في هذا الليل الأسود
فماذا أكتب؟