أميرة سعد الدين فرج تكتب: مش بالورقة والقلم

كل شخص في حياته يحتاج إلى تخطيط أسبوعي حتى ينفذ ما يريد، ولن ينفذ ويصنع ما يريد إلا إذا خطط، ومن الممكن أن نخطط لأسبوع في حياتنا، نعمل فيه هذا وذاك، لكن شئ ما يرد يجعلك تعطل خططك.
فممكن عويز القارئ أن تقود سيارتك وتحفظ طريقك ومتعود علي ذلك، لكن فجأة تسرح وتسير في شارع آخر، وتسأل نفسك “أنا ايه اللي جبني هنا”، ساعات بتبقى معانا نفس الوصفة لطبخة عملناها عشرات المرات ،لكن ننسى ونحط حاجة بدل حاجة والمكون اللي انت بتحطه كل مرة، عينك تتلخبط وتحط حاجة تانية خالص.
ممكن تبقى مختار طقم لمناسبة وفرحان ان هو ده المناسب ،لكن قبل ما ايدك تمسك ضلفة الدولاب، بتقرر تغيراللي جهزته أو ساعات تُجبر على تغييره لما يقع عليه حاجة أو يحصل في مزق.
زمان لما كنا صغيرين، كنا بتسأل “نفسك، تطلع ايه”وكانت الإجابة التقليدية “دكتور مهندس، مدرس، ضابط، مكنش في ظن إنك تحب الرسم فتطلع رسام، أو تمارس رياضة فتكون مدرب مثلا أو تبقى أفضل من كل ترشيحات اللي حواليك، تطلع بتعمل حاجة انت شاطر فيها، حاجة بتحبها.
وممكن نقابل شخص يدينا الدنيا كلها ،فرحتها، أمانها،تحس ان هو ده الشخص اللي حضنه يساع العالم ويكفيك عنه.حد يخلي قلبك يدق، عينك تلمع ،يلون الدنيا، لكن الدنيا ليها حسابات تانية، ممكن اللي خلى الدنيا جنة يقلبها جحيم، كم من قصص عشق انتهت بكره.
وتستغرب هو ده اللي كنت فاكره ملاك، في ناس بتقدر تمثل لفترات طويلة، أو حتى تسيب ايدك مع أول خبطة من الدنيا، أوعى تثق في حساباتك اوعى تعمل خطط طويلة، انسى فكرة انك ضامن حاجة، لأن الدنيا ليها حسابات تانية وربنا حساباته غير حسابات البشر.ارضى باللي قسمه لأنه أكيد رحيم بيك فرزقك رحمة في قضاءه.
سورة الكهف كانت درس لينا، اننا نتقبل الخسارة، لأن ورا كل ابتلاء رحمة .ورا كل فقد هيرزقك عوض، ورا كل تصرف قدمته خير هيتردلك حتى لو عملت الخير في غير أهله، الخضر عرف اللي عجز موسى عن تفسيره لأن ببساطة تدبير ربنا أجمل، فيه عوض وحكمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى