«أصبح القارئ المفضل للكثير من العائلات».. تفاصيل من طفولة الشيخ الطبلاوي

لم ينس شيخ الطبلاوي كل من قدم له نصحا وإرشادا وتوجيها ودائما يذكر من تسببوا في إثقال موهبته في الحفظ والتجويد بكل خير فيقول دائما أتحين فرصة التي أخلوا فيها مع نفسي وأتذكر بدايتى مع القرآن ونشأتى وأول خطوات على درب الهدى القرآني وما وصلت إليه الآن فأشعر أنني مدين بالكثير والكثير لكل من هو صاحب فضل علي بعد ربى العلي القدير فأدعو لوالدي ولسيدنا رحمهما الله ولزملائى الذين شجعوني واستمعوا إلي وأنا صغير وجعلوني أشعر بأنني قارئ موهوب وأتذكر قول شيخى الذي حفظني القرآن:” يا محمد أنت موهوب وصوتك جميل جدا وقوي معبر”.

يكمل:” ولأن سيدنا كان خبيرا بالفطرة استطاع أن يميز الأصوات بقوله محمد الطبلاوي صوته رخيم وفلان صوته أقرع والآخر صوته نحاسي وكان دائما يحثني على الاهتمام بصوتي وأولاني رعاية واهتماما خاصا على غير ما كان يفعل مع زملائي من حيث التحفيظ بدقة والمراجعة المستمرة قرأ الشيخ محمد محمود الطبلاوي القرآن

ويقول محمد عبد العزيز في كتابه “سفراء القرآن”:” انفرد الطبلاوي وهو في الثانية عشرة من عمره بسهرات كثيرة ودعي لإحياء مأتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المرموقة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الـ 15.

ويكمل:” واستطاع الفتى أن يحتل بينهم مكانة مرموقة فاشتهر في الجيزة والقاهرة والقليوبية وأصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظرا لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية لا تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلته للقراءة شوقا للمزيد من الاستماع إليه لما تميز به من أداء فريد فرض موهبته على الساحة بقوة ساعده على ذلك حرصه الشديد على صوته وصحته مع الموظبة على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ رفعت والشيخ علي محمود والشيخ محمد سلامة والشيخ الصيفي والبهتيمي ومصطفى إسماعيل وغيرهم من قراء الرعيل الأول بالإذاعة.

كانت الظروف الطيبة هي العامل الرئيسي الذي ساعد الشيخ الطبلاوي على الشهرة والانتشار بقوة على الساحة التي شهدت كثيرا من القراء الموهوبين المتميزين الأقوياء حفظا وأداء وانتشارا وهم الجيل اللاحق للرعيل الأول بالإذاعة ساعده على ذلك الطريقة الجديدة الفريدة التي عرف بها كقارئ ولم يسبقه إليها أحد فأصبح صاحب مدرسة جديدة في الأداء المميز جدا والصوت الرخيم العريض والقدرة على الوصول إلى آخر أي آيه أن احتاج الوقف إلى الوصول إلى كلمات معينة بالإضافة إلى الأداء الطبلاوي الذي وجد ارتياحا وقبولا من المستمعين الذين تعلقوا به ووضعوه موضعا مقارنة مع كبار القراء ومشاهيرهم  وهذا ما كان يهدف إليه الشيخ الطبلاوي منذ كان صغيرا في بداية حياته.

يقول الشيخ الطبلاوي:” منذ نشأت كقارئ للقرآن الكريم في المناسبات كنت شديد الحرص على الاستقلال والتميز بشخصيتي وطريقتي ولم يأت هذا النجاح بين يوم وليلة ولكن بالكفاح والجهد والعرق لم أضع المال حاجزا بيني وبين الهدف الذي تتوق إليه نفسي وهو الوصول إلى القمة في مجال تلاوة القرآن الكريم قبلت السهر في شهر رمضان بثلاثة جنيهات فقط وذهبت إلى السهرات والمآتم سيرا على الأقدام لمسافة تزيد على 5 كيلو مترات ولما ركبت الحمار تخيلت نفسي صييتا كبيرا أذهب راكبا إلى السهرة التي سأحصل منها على جنيهان أو ثلاثة جنيهات ولأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ولأن الطريق للمجد ليس مفروشا بالورود والرمال فلابد أن يتعثر الإنسان مرات في بداية المشوار وقد تغوص قدماه في كومة من الأشواك فيتألم حينا ويبتسم حينا وهذه سنة الحياة فالذي يضحك دائما لا يشعر بالسعادة كالذي يبكي ثم يضحك فيشعر بقيمة السعادة لأنه ذاق مرارة البكاء.