تكلمت وردة الجزائري عن الفنانة ليلى مراد في حوار مع مجلة الكواكب ونشر الحوار مطولا وتحدثت فيه عن الكثير.
تقول وردة الجزائرية:” ولدت في باريس من أب جزائري وأم لبنانية من عائلة “يموت” وكانت ولادتي في الحى اللاتيني الذي هو مركز تجمع الطلاب والطالبات، وكان والدي يملك في هذا الحي فندقا ومطعما، وفي بادئ الأمر كان المطعم عاديا ثم تحول إلى مطعم شرقي أو ملهى بالمعنى الأصح لأنه صار يقدم كل ليلة برامج شرقية موسيقية وراقصة، وكان عدد أخوتي أربعة، وأنا الخامسة
وتكمل:” أنا لم أعرف شيئا من حلاوة الصوت هذه، فقد كنت في طفولتي أذهب كل يوم إلى المدرسة، ولم يكن عندي أي تفكير بالصوت أو الغناء، ولكن الأنغام كانت تشدني، والألحان كانت تشدني، وتجعلني أسرق من أوقات النوم ساعتين على أقضيهما على سلم الفندق، وأستمع إلى الفرقة وهي تعزف مقطوعاتها الموسيقية قبل مجيء الزبائن، وأحيانا كنت أغني لوحدي ودون أن يسمعني أي إنسان، كنت أغني لنفسي وعلى أنغام الموسيقى.
وتواصل:” فعلا، وكان المكتشف فنان عربي اسمه أحمد تيجاني، جاء يومها فتناول طعام الغداء عندنا، وكنت في الحادية عشر من عمري، وطلب مني أن أغني وأسمعه صوتي، وفرحت وأخذت أغني بالفندق أغنية ليلى مراد، كنت قد حفظتها عندما شاهدت أحد أفلامها، ولم تعجبهم الدندنة، فطلب مني أن أرفع صوتي أكثر، وهناك التفت الرجل إلى أبي وقال له: سوف أسجل صوت وردة على اسطوانة للتجربة.
وكان التيجاني يومها يعمل في شركة الأسطوانات الفرنسية الشهيرة “بانيه ده ماركوني” وكان أيضا يقدم برنامجا للأطفال في الإذاعة الفرنسية الموجهة إلى غرب شمال أفريقيا.
وتواصل:” لقد نجحت في التجربة الصوتية، وغنيت في الإذاعة باللهجة الجزائرية أولى أغنياتي، وكانت موجهة للأم، ويقول كلامها “يا أمي يا أمي، اسمك دائما في فمي” وسمعته هذه الأغنية في بلاد أفريقيا الشمالية وفي العراق أيضا، ولكن حتى هذه اللحظة كان الغناء عندي هواية، بالرغم من أن الحديث العديد من الفنانين الذين يزورون الملهى كانوا يشجعونني على أن أغني.