يابيروت دائماً وأبداً يرتد صدى ألمك في صدورنا، تتصدع جدران قلوبنا بحزنك، جرحك هذه المره من يد خائن يشاهدك وهو يتثائب ويتمطى، هل يحدق بك الآن حقاً؟ أم أنا من هلوعي أظنه فاعلاً؟ ولكن أي المواقف أغرب من موقف المتهم إزاء القاضي؟ ستحاسبون يوماً قريباً تلعنون الآن من القاصي والداني.
أي كره قسري هذا الذي بين أقطاب أرضكم، هل حسبتم يوماً أنه عندما تتزلزل الأرض من تحتكم وتفرغ فاها لإلتهمتكم جميعاً، النار لن تفرق الجوع لن يختار الدمار لن يرأف بأحد دون الآخر.
بل ها أنتم جميعاً الآن كلت أدمغتكم وأغمضتم عيونكم وتصلبتم في جلوسكم، أيها الخائن لشعب يتشوق إلى الحريه والاستقلال بقلوب طروبة، أنت الخاسر أمام فئة خاصة من البشر، خبروا بالإختلاء بذواتهم فأقبلوا على تفهم معنى الحياة.
يا بيروت، يابيروت، نرقبكم من هنا، بنظرات تائقة إلى تصفح قلوبكم، تصفح عيونكم، تمتد أيادينا لكم لتجفف دموع اليوم، والأمس والأمس البعيد، وليسقط عدوك، وخائنك، وكاهن معبدك، في وسط كل التراب والركام، وألم شعب سابق وألم شعب لاحق.
ستظلين كما كنتي أنتي بيروت منذ ألوف الأعوام، شمسك ستشرق يوماً.. وثلوجك البيضاء تطل مستفهمه، متعجبة، أي لعنة هذه التي أصابتك؟ وأي خطب جرى لك يابيروت!