سر علاقة الشيخ الطبلاوي بالشيخ عبد الباسط عبد الصمد

لم يسبب الشيخ محمود الطبلاوي ازعاجًا لمشاهير القراء بقدر ما قدم لهم من مكاسب لم يكن ينكرها أحد منهم، إذ نافست تسجيلاته التي قدرت بالملايين آنذاك تسجيلات المشاهير من أهل الفن في مصر والعالم دون تأثير على مكانة المرحوم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد على حد قول الشيخ الطبلاوي نفسه.

ونظرًا لشهرته الكبيرة التي حققها خلال فترة السبعينيات التي شهدت ظهوره كقارئ على الساحة القرآنية أجرى استفتاء على نجاح الأعمال الإذاعية وخاصة الإذاعات الخارجية الدينية، فحصل الشيخ عبد الباسط على المركز الأول كقارئ إذاعي من قراء الرعيل الأول.

كما حصل الشيخ الطبلاوي على المركز الأول على القراء الجدد، وقال الطبلاوي عن هذا الاستفتاء آنذاك بحسب ما جاء في كتاب “سفراء القرآن” للكاتب أحمد همام:” وكانت سعادتي لا توصف بإن جاء اليوم لآخذ حقي من عشاق الاستماع إلى تلاوة كتاب الله وهي شهادة لا رياء فيها.

ويضيف الشيخ الطبلاوي، قائلًا: كنت فخورًا بمقارنة الناس بيني وبين الشيخ المرحوم عبد الباسط، لأنه كان أسطورة وشمسا لا تنكر والذي أحب أن أوضحه لكثيرمن الناس أن العلاقة بيني وبين المرحوم الشيخ عبد الباسط كانت طيبة وخاصة من جانبه لأنني كنت أدعى معه في سهرات كثيرة فأجد منه الترحاب والتكريم للزميل وكان يؤثرني على نفسه فيقدمني لأقرأ قبله.

وأكمل: “وإذا رفضت كان يقرأ هو الأول ويصدق بسرعة حتى أتمكن من أخذ فرصتي في التلاوة هذا لأن المرحوم الشيخ عبد الباسط كان يثق بنفسه ويعلم أن له مكانة بقلوب الناس وأن الله مقدر الأرزاق وأنه لن يمكن أحدا من التحكم في رزق أحد”.

وهذه القيم لا يفهمها إلا الكبار والقريبين من الله كان طبيعيًا ومتوقعًا أن يضع الناس الشيخ الطبلاوي موضع المقارنة مع الشيخ عبد الباسط لدرجة أننا سمعنا كثيرًا من الناس يقصون مواقف بعضها حدث ومعظمها لم يحدث منها سابقة حدثت بين الشيخ عبد الباسط والشيخ الطبلاوي بالسعودية بتحديد أيهما أطول في النفس وأقدر على جمع أكثر عدد من الكلمات في نفس واحد.

والعاقل لا يصدق مثل هذه الموقف لأن تلاوة القرآن ليست بالذراع ولا بالصحة ولا بالعافية وإنما التلاوة بالأحكام والإتقان والتمكن وحسن التجويد والابتداء والوقف وكيفية نطق الحروف