“وثالثهما الوقت”.. نص للشاعرة المصرية رحاب مجدي

كان شاعراً يخبئ السكين وراء ظهره

يعبر الشارع في صمت

يرنو إلى تلك المرأة

ويعلن عليها حرب أشعاره

يقتلها على مهلٍ

يذبحها بالخوف تارة وبالشوق تارة

يقص شعرها الغجري خصلة خصلة

ليُرضي درويشه القابع في الزوايا

يجتث الشِعر عن أسماعها

فيرتد عويلاً

فقط لأنها مرة أطلقت العنان لناي الحب ..

تسأل الوقت عنه فلا مجيب !

هو فقط عبرها ذات محنة

وأسلمها بعده لتيه أبدي

أقسمت ألا تثق في الشعراء

ولا تصدق الوقت

فقط السكين هو الحي الوحيد في الحكايا

فقط المقص

فقط الرقيب

فقط الأخطاء الإملائية !!

شواهد القبور الشوهاء فقط تسمع لها صوتاً !!!!!

أما صوت الشاعر الحر فكان كالغول والعنقاء والخل الوفي ..

وحدها الأساطير تمجده ..

كان شاعر يرى في كل إمرأة قصيدة

ولا يرى في القصيدة بيتاً واحداً لسكنى الروح

كان شاعراً يرى الموت في المرأة

ولا يغريه طلاء أظافرها الأحمر القاني

كان شاعراً ..

لا لم يكن

كانت هي مفتاح عباراته ولحنه المفقود ..

أما هو فقط كان يعبر الشارع

حيث لم يكن ثمة نجاة في البقاء طويلاً واقفاً بعرض الطريق !!!