نزار قبانى ودستوبيا الواقع

كتب حسين عبد العزيز
منذ ان بدأ حرب تصفيت العرب، والمعروفة بثورات الربيع العربى وأنا أطرح سؤالًا واحدٍ لا يتغير لو أن نزار قبانى مجود معنا الآن، فماذا سوف يكتب، أم سوف يكتفى ب ” متى يعلون وفاة العرب “
وهنا أجدنى أتذكر قوله واصفًا العرب وحالهم ” العالم العربى يركب قطاراعثمانيا عجوزا يسافر به من الجاهلية الأولى إلى الجاهلية الثانية “
ومن هنا يمكن أن نقول ان المبدع هو من يأخذ مادته من الحياة ويعيد صياغتها، فيبرز رؤية جديدة لها والمعنى والحركة الداخلية الكامنه فيها ، والتى لا يرهاإلا المثقف فى ذاته ” شاعرا قاصا روائيا مسرحيا ” ولا يعتمد على إنتاج الآخرين.
وأيضا نطالب القراءة بفن القراءة لأنه توجد مشلكة فى هذا الموضوع حيث نجدهم يتعاملون بظاهر الحدث ولا يتعدوه إلى جوهره ومضمونه ولايقدروا قد على الفصل بين الممثل الدور الذى يؤدية.
وأيضًا عندنا محاولة جعل بطل النص هو المؤلف ” رجل / إمرأة ” وهذا يعد أكبر قضية و اعظم ظلم يقع على الإبداع والمبدع أيضا ” وانا سوف اقف هنا نزار قباني الذى اخذوا علية انه شاعر العواطف الحسية لان كل شعره عن النساء حتى السياسى منه وبالفعل الشعر كذلك.
لكن المرأة هنا ترمز إلى الحرية وهى يوجد افضل واعظم من المرأة حتى تأخذ كرمزا يعبر من خلاله عن القضية التى يريد ان يعبر عنها الشاعر ، وبما أن اخته انتحرت بسببها،عندما اجربها ابيها ونظام العشيره على الزواج من من لا تريد او ترغب، وهنا انصب كل شعره عن الحرية واجمل واعظم من ترمز الى الحرية من خلاله، هىالمرأة التى تعد هى محور الأشياء كلها عبر التاريخ.
والآن لبد أن نتذكر الجماعة التى رفضت الصلاة علية يوم وفاته هذا الخبر الذى أذهل الجميع وغطى على كل الأحداث السياسية فى العالم العربى وعم الحزن الجميع ” انا أتذكر تلك اللحظة ” وقد كل العرب فى لندن لوداع الشاعر القلق طوال حياته بالعرب وقضيتهم ، وقد وجد مجموعة فى مسجد ” ريجنت بارك ” ترفض الصلاة عليه.
وهؤلاء الناس هم من أشعلوا العالم العربى نارا من سوريا الى لبيبا إلى اليمن إلى السودان من أجل الوصول إلى مصر التى فشلو فى المحاولة الأولى.
ولا أجد أجمل من هذا الذى قاله الجميل الطيب صالح عن نزار أن العالم العربى بدون نزار ينقص كثيرًا، ويكفى أنه وحد المشاعر العربية كلها فى الحزن ، ولو كان الشعراء يقولون مايفعلون لم يكن هناك شعر ! )
يكفي الشاعر أن يرش ملحا على جرح ، فالشاعر كان يقول ما كان يقوله الناس فى السر وفى الخفاء وكان يكتب فى العلن ما كانوا بكتبوه على ظهور أبواب الحمامات فى المساجد والمدارس والجوامع .
إن الشاعر كان يعبر عن واقع فاسد مفسد ولا أمل فيه، فالكل فاسد والكل مفسد ، هل تتذكرون فيلم البداية للمخرج صلاح ابو سيف حيث قدم لنا كيف نصنع الدكتاتور وكيف نستغل بعضنا البعض ، مع اننا نحن العرب نعيش فى مركب واحد، فإن نجى المركب فسوف ننجوا جميعا وأن غرق المركب فسوف نغرق جميعا.
كما يحدث الآن فى السودان حيث أننا لا نقدر أن نفهم مايحدث ولماذا يحدث ما يحدث غير انه يخدم على اسرائيل وبالفعل كل مايحدث فى الدول العربية فى العقد الاخير يخدم على اسرائيل ، فإن لم يكنيخدم عليها فعلى من يخدم، إذن هذا هو السؤال الذى لبد له من اجابه قبل أن تخرج الروح ونقول مع الست ام كلثوم وتفيد بايه يا ندم؟!