“معتزلٌ من زمن الأشاعرة”.. قصيدة جديدة للشاعر أسامة مهران

في هوةِ سفحٍ يرقد صوفي
يتجرع ما قدمه إليه ملائكة الرحمةِ في عزلته
يتضرع لبهاءٍ لم يفقد ضالته
ولم تنهاه أصالته
عن فعل الجرم المشهود
بأسوأ مثقالٍ
في حلتهِ
يحج إليه رعاة البقر
ونعاة الشمسِ
وطواحين المعبدِ
وقوافل أشجار الزقومِ
ودعاة الأخضر واليابسِ
في رحلتهِ
توضأت الحيلة
بين يديه
وارتاحت في جوف البئر المحفور
أمام نوافير الحي المترامي
في عينيه
فتفتحتُ عليها
وتفتحتُ عليه
غلافًا جويًا
بين غلافين
ومسارًا محفوفًا بمخاطر
بين مسارين
وبدايات عظمى
بين ختامين
كنت على بوابةِ هذا الحرزِ
بشمعي الأحمر
بوثاقي وخِناقي
ورحيق زمامٍ أكبر
واستحضرت ملاكين
وشيطانًا ذو قرنين
كي ما أقتفي خطاها
وكان الصوفي يراقبني
وتدعوني أبخرة متصاعدة
من شرفته فوق السفحْ
صفحٌ أنت
أم لا صفح!
أحفر خلفي مجرىً متسع
لصبيٍّ في مجراها
سقطت كل مآربه
في وجه محياها
فيفيقُ على نقمة عيشٍ
يستوحي قبلته من جوف ثناياها
أقسمت بأني فزعٌ ممتدٌ
من أحلام صبايا
لمتاهة أسفاري
لحبي الضائع في الوقت
وحُرمة أشعاري
أودعت قوايا العقلية عندك
وملابس إحرامي عندك
وشهيق زفيري عندك
ومشيت بساحة حربٍ مخلية
من دون نقودٍ
أو تصريحَ مرورٍ
أو دون هوية
واستحلفتك ألا تَصُبينَ بمجرىً
آخر
يا .. حرية