ما حكم صيام المنقول إليه دم؟.. عطية لاشين يُجيب

ورد فتوى إلى الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى، وأستاذ الفقه بجامعة الأزهر، من أحد المتابعين عبر السوشيال ميديا يقول: علمنا في فتوى سابقة حكم التبرع بالدم وكان المتبرع صائما وأن ذلك جائز ومشروع مالم يؤد الي ضعف بالمتبر لايستطيع معه أن يستمر صائما وفي هذه الفتوى نعرف من خلالها حكم صيام المتبرع له عند نقل الدم إليه من غيره؟

وأجاب لاشين قائلًا:” هذه الفتوى كسابقتها من النوازل ليس لها بحث ولا فيها رأي شرعي عند فقهائنا السابقين، وقد اختلف الفقهاء المعاصرون بشأن صحة صوم المتبرع له والذي دخل الدم جسده وهو صائم أن صومه يكون باطلا بدخول الدم إلى جسم المتبرع له؟

وجد لهم رأيان في هذه المسألة علي النحو الآتي : الرأي الأول: يذهب القائلون به إلى بطلان الصوم بدخول جسم المتبرع له.

وهو قول معظم فقهائنا من المملكة العربية السعودية الشقيقة أمثال شيخنا ابن باز، وابن العثيمين، وعبد العزيز آل الشيخ كتاب النوازل الفقهية المعاصرة: 287.

واستدل أصحاب الرأي السابق على ماذهبوا إليه بقياسهم دخول الدم جسد الصا  ئم على دخول الطعام والشراب بل أولى لأن الدم خلاصة الطعام والشراب.

وأضاف لاشين أن الرأي الثاني يقول: عدم بطلان صوم من تلقي الدم ،ودخل جسمه تبرعا من الغير وهو قول كثير من الفقهاء المعاصرين، وعلى هذا القول اتفقت كلمة الفقهاء الذين جمعهم لقاء فقهي في الندوة الفقهية التاسعة للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت المنعقد في الرباط.

وأشار إلى أن سندهم فيما ذهبوا إليه إعمال الأصل حتى يرد دليل يدل على خلافه والأصل هنا بقاء عبادة المسلم وعدم إبطالها لأن الأصل فيها الصحة مالم يرد دليل ظاهر على البطلان ولا دليل وعليه فيبقى صوم المتبرع له بالدم صحيحًا.

كما استدلوا على ماذهبوا إليه بالقياس فيقال يقاس استفادة الجسم بالدم المنقول إليه على استفادته بالدم إذا كان ذلك عن طريق إبر العضل وغيرها مما يدخل الجسم على سبيل التداوي، وهذا هو الرأي الراجح خاصة إذا استطاع الصائم المتبرع له أن يستمر في صومه فلا نحرمه من ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى