” لكل من حمل القلم”.. وصية الراحل جلال الدين الحمامصي

في عدد نادر لمجلة دار الهلال للاحتفاء برحيل فارس الصحافة العربية جلال الدين الحمامصي في ذكرى الأربعين، كتب نخبة من الكتاب والمثقفين والفنانين المحبين له والذين تربطهم به علاقة قوية.

ومن بين الذين كتبوا مقولة عن الراحل الكاتبة نوال مصطفى الصحفية بجريدة أخبار اليوم، التي كانت تربطها علاقة قوية بالراحل.

وقبل التطرق إلى ما كتبته نوال مصطفى، فالبعض من الناس لا يعرف من هو جلال الدين الحمامصي، فهو يعد واحدًا من رواد المدرسة الحديثة في الصحافة، ولد في مدينة دمياط في أول يوليو 1913 لأب كان كاتبا معروفًا.

ورث عن والده جلال الدين فن الكتابة وأحب الكتابة الصحفية وظهرت ميوله الصحفية مبكرًا منذ أن كان طالبا في الثانوي، فلما التحق بكلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول القاهرة لم يبتعد عن الصحافة، بل وسع مداركه في العمل الصحفي.

وبعد النبذة السريعة على الحمامصي، نعود لما كتبته نوال مصفى وهو:” ما إن وقعت عيناي على هذه العبارة وأنا أقلب كتاب أستاذ جلال الدين الحمامصي، القرية المقطوعة حتى شعرت بهزة قوية تحررت أعماقي وصوت كأنه صوت الضمير يعلو يتجسد في وجدانى يدعوني إلى تنفيذ الوصية والالتزام بها دون اعتبار لأي شيء إلا الأمانة والصدق.

وأكملت:” ففي مقدمة كتابه كأنه كان يكتب وصية خاصة لتلامذته الذين اعتز دائما بهم، وفي لحظة تحولت العبارة القصيرة ذات الكلمات القليلة إلى طوفان يعتريني وصوت يدفعني إلى مزيد من الاحترام ومزيد من الدقة ومزيد من المسؤولية عن كل كلمة أكتبها.

واليوم في ذكرى الأربعين لا أقول إن خسارتنا في قدوتنا فادحة فنحن لم نشعر يوما أننا خسرنا مع جلال الدين الحمامصي حيا أو ميتا، بل كسبنا كثيرا، ولا نزال ننهل من رصيده الذي لا يفنى بالموت، ونلتمس عنده وبين صدره جرعة من الهواء النقي الذي كان يرسل دخانه محاولا أن يخلصه من الشوائب والتلوث.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى