«كنت أحلم بخمسين قرشًا وجدتها 15 جنيها».. حكايات الشيخ راغب مصطفى غلوش

العديد من المواقف في حياة الشيخ راغب مصطفى غلوش، ومنها يوم قراءته في مأتم أحد قيادات الداخلية وقت أن كان مجندًا.

يقول الشيخ راغب:” أثناء تجنيدي ببلوكات الأمن بالدراسة عام 1961 حدث أن توفى أحد اللواءات بوزارة الداخلية وأقيم له مأتم كبير بميدان العباسية فوجد فوجئت بالسيد القائد يقول لي يا راغب فيه مأتم بالعباسية والعزاء مساء والمتوفي أحد قيادات وزارة الداخلية وأنا رشحتك لتقرأ مع شيخ إذاعي  دعي لإحياء المأتم فلم يزد ردي على قولي للسيد القائد تمام يا فندم وقتها كنت أرتدي الزي العسكري ولكنني كنت أحتفظ بذي القراء الخاص بي بحقيبتى داخل المعسكر نظرا لقرب المعسكر بالدراسة من المكان المقام به العزاء.

يكمل:” صليت المغرب وتوجهت إلى السرادق المقام بالعباسية ولما اقتربت من الميدان وجدت سرداقا لم أرى مثله في ذلك الوقت من حيث المساحة وعدد المعزين من الرتب والمناصب الكبرى والصوت المنبعث من مكبرات الصوت المنتشرة في كل مكان حول السرادق كان صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد فقلت لنفسي ما الذي ستفعله يا راغب ما هذا العملاق لأن المرحوم الشيخ عبد الباسط كان صاحب إمكانات متعددة من الممكن أن تنزل الرعب على أي قارئ تأتي به الأقدار إلى سهرة هو قارئها ولأنه كان الاسم الذي زلزل الأرض تحت أقدام قراء عصره وهذه كلمة حق.

ويواصل:” دعوت الله أن يثبتني واستعنت به على مواجهه هذا الموقف جلست أمام الشيخ عبد الباسط فلما رآني علم بذكائه وخبرته أنني قادم لمشاركته للقراءة فأنذرني بعدة جوابات متتالية تجلت فيها أروع فنون الأداء القرآنى من القراءة سلمت عليه ورحبت به وقال لي موفق بإذن الله صعدت أريكة القراءة وقرأت قرآنا وكأنه من السماء وكأن التجلي الرباني والتوفيق الإلهي اجتمعا ونزلا علي فأديت بقوة ابن العشرين فانقلبت الموازين بتعاطف الموجودين معي مما ساعدني على مواصلة التلاوة بناء على رغبة الحاضرين وبعدما قلت صدق الله العظيم سمعت من عبارات الدعاء والثناء والإعجاب ما أبكاني من شدة الفرحة الغامرة وبعد انتهاء المأتم فوجئت بأحد القادا يعطيني ظرف جواب فرفضت أخذه فقال لي أترفض ما يقدمه لك أحد قادتك؟ فقلت سيادتك أنا جئت من المعسكر تنفيذا لتعليمات السيد القائد فقال والآن يجب أن تنفذ التعليمات كذلك فأخذت ظرف الجواب ولما فتحته وجدت به ما يعادل 30 سهرة بالنسبة لي وجدت به 15 جنيه بينما كنت أحصل على 50 قرشا في المأتم وهذا كان قبل عيد الأضحى بأيام فقلت الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله وموقف آخر في حياته لن ينساه أبدا وأرجو أن يقرأه قراؤنا لعلهم يعملون به

يقول الشيخ راغب وفي سنه 1965 وبعد التحاقي بالإيذاعة بثلاث سنوات جاءني خطاب بموعد تسجيل باستديو الإذاعة بالشريفين وبالخطاب تحديد الموعد من 12 ظهرا إلى  الواحدة في نفس اليوم ارتبطت بمأتم بالمنوفيو فذهبت إلى الإذاعة قبل موعدي بساعة كاملة حتى أتمكن من الانتهاء من التسجيل بسرعة نظرا لارتباطي بمأتم فوجئت بالمرحوم الشيخ محمد صديق المنشاوي يدخل الاستوديو قبل أن أجلس للتسجيل لأنه كان حاجزا في نفس الوقت قبلى بساعة فقال لي حجزك الساعة كام يا شيخ قلت له بعد ساعة ولكن ظروفي كذا وكذا فقال للمسؤولين نظرا لظروف الشيخ راغب أرجو تأجيل حجزي إلى غد أو بعد غد ودعا لي بالتوفيق في التسجيل وفي السهرة وانصرف الرجل مبتسما بعد ما ترك لي وقته كاملا ومرت الأيام ورحل فضيلته يحمل معه ما بقي من فضيلة اتسم بها جيل كامل من العمالقة الأبرار بالقرآن وأهله، وذلك حسبما ذكر أحمد همام في كتابه “سفراء القرآن”.