Site icon مباشر 24

« كلكم جمال عبد الناصر».. تفاصيل محاولة اغتيال الرئيس

عن دار صفصافة للنشر والتوزيع صدرت حديثًا مذكرات الفنان الكبير فاروق فلوكس والتي جاءت تحت عنوان “الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة”، وكتبها حسن الزوام.

يقول فاروق فلوكس:” في عام 1954، لم يكن التليفزيون قد ظهر في حياتنا، كنا نفتح الراديو باستمرار في شقتنا بشارع موفق الدين بقصر العيني.

يواصل:” وبعد توقيع اتفاقية الجلاء بأسبوع واحد، وتحديدًا في ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤، سمعنا صوت تصفيق من الجماهير أثناء خطاب جمال عبد الناصر، ثم دوت ثماني رصاصات متتالية، وبعد فترة من الفوضى جاء صوت “جمال” وهو يوجه خطابه إلى الجماهير في المنشية بالإسكندرية قائلًا: “فليبق كل في مكانه أيها الرجال، حياتي فداء لكم، دمي فداء لكم، سأعيش من أجلكم وأموت من أجل حريتكم وشرفكم، إذا كان يجب أن يموت جمال عبدالناصر، فكلكم جمال عبد الناصر”.

كانت تلك هي محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، أو ما عرف فيما بعد بحادث المنشية، كان جمال عبد الناصر وقتها لا يزال يشغل منصب رئيس الوزراء واللواء محمد نجيب هو رئيس الجمهورية.

قبض على رجل يدعى محمود عبد اللطيف، وقيل إنه المتهم بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، بدأ صدام نظام ثورة يوليو مع الإخوان، وتطورت الأمور إلى القبض على قيادات الجماعة وصدور أحكام بالإعدام على سبعة منهم بتهمة قلب نظام الحكم. قبل ذلك، كان الإخوان يريدون المشاركة في الحكم والدخول بقوة في تشكيل الوزارة، وبالفعل، طلب رجال الثورة أن يرشحوا لهم أسماء للاشتراك في الوزارة، فرشح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة، لكن جمال عبد الناصر كان يريد أسماء لها شهرة لدى المصريين مثل الشيخ أحمد حسن الباقوري.

رفض عبد الناصر ترشيحات مكتب الإرشاد، وعرضوا وزارة الأوقاف على الشيخ الباقوري الذي وافق وأبلغ الجماعة، فلم يمنعوه من القبول لكن اشترطوا عليه أن يستقيل من مكتب الإرشاد وقد كان.

بعد أسبوعين تقريبًا في ١٤ نوفمبر ١٩٥٤، تم استغلال حادث المنشية لعزل اللواء محمد نجيب وتحديد إقامته، ليرأس جمال عبد الناصر مجلس قيادة الثورة ورئاسة الوزراء، شاع وقتها أن الضباط كانوا يتهمون الرئيس محمد نجيب بأنه كان يتحالف مع الإخوان.

ظل اللواء نجيب تحت الإقامة الجبرية في فيلا زينب الوكيل بالمرج حتى وفاته في ٢٨ أغسطس ١٩٨٤.

انتهت قصة محمد نجيب، لكننا كنا كشباب نحب الرجل، ولم يكن جمال عبد الناصر محببًا لدى جيلنا بعد، حتى أننا كنا نتندر على جملة “إذا مات جمال عبد الناصر فكلكم جمال عبد الناصر”، فكيف أصبح يعتقد بهذا التأثير الكبير فيها وهو لم يظهر في حياتنا سوى من عامين فقط

Exit mobile version