«كان من الممكن أن يقضي علي كقارئ».. مواقف من حياة الشيخ الطبلاوي
في كتابه “سفراء القرآن” لأحمد همام الكثير من التفاصيل عن دولة التلاوة، ومما ذكره كان عن الشيخ الطبلاوي ومواقف من حياته على لسان الشيخ.
يقول الشيخ الطبلاوي:” تعرضت لموقف شديد المرارة على نفسي وكان من الممكن أن يقضي علي كقارئ ولكن الله سلم هذا الموقف انقذتني منه عناية السماء وقدرة الله وهذا الموقف حدث عندما كنت مدعوا لإحياء مأتم كبير بأحد أحياء القاهرة المهتم أهله باستدعاء مشاهير القراء وكان السرادق ضخما والوافدون إليه بالآلاف وكان التوفيق حليفي والنفحات مع التجليات جعلتني أقرا قرآنا وكانه من السماء وأثناء استراحاتى قبل تلاوة الختام جاءني القهوجي.
وقال تشرب فنجان قهوة يا شيخ محمد قلت له إذا ما كانش فيه مانع وبعد قليل أحضر القهوة ووضعها أمامي على الترابيزة فانشغلت ونسيتها فقال لي صاحب الميكروفون:” القهوة بردت ياشيخ محمد فمددت يدي لأتناولها فجاءني صديق وسلم علي وبدلا من وضع يدي على الفنجان صافحت الرجل وانشغلت مرة ثانية وأردت أن أمد يدي فشعرت بثقل في ذراعي لم يمكنني من تناول الفنجان.
ويتابع:” وفجاة جاءني صاحب المأتم وطلب مني القراءة فتركت القهوة ولكن صاحب الميكروفون شربها وبعد لحظات علمت أنه انتقل بسيارة الإسعاف إلى القصر العيني وبفضل الله تم إسعافه ونجيت بقدرة الله وهكذا تدخلت عناية السماء مرتين الأولى عندما منعتني القدرة من تناول القهوة والثانية نجاة الرجل بعد إسعافه بسرعة وهذا الموقف حدث لي بعد التحاقى بالإذاعة ووصلت إلى المكانة التي لم يصل إليها أحد بهذه السرعة.
ويكمل:” وهناك من الذكريات الكثيرة والتي قد تكون مرة وأليمة وهذه هي ضريبة الشهرة والنجاح فحدث أكثر من مرة أن اتصل بي شخص ليدعوني لإحياء مأتم بإحدى المحافظات البعيدة وعندما أصل إلى المكان والعنوان المحدد لا أجد شيئا على الإطلاق ويتضح أنه مقلب مدبر من أحدهم، حدث هذا بالمنصورة وبورسعيد والزقازيق وبعدها أخذت حذري وبدأت أحصن نفسي جيدا من مثل هذه المواقف الرخيصة.
ويواصل:” ونفس الموقف حدث مع المرحوم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي قال لي مرة اتصل بي رجل وقال يا شيخ عبد الباسط عندنا مأتم غدا في طنطا فما رأيك وظروفك فقلت له:” ما عنديش مانع” واتفق معي على كل شيء وأعطاني عنوان بالتفصيل وذهبت إلى مدينة طنطا فوجدت أنه مقلب والعنوان على كنيسة ولم أجد شيئا فضحكت وقلت كل شيء نصيب.
وهناك موقف لن ينسى وسيظل محفورا بذاكرتي وهو أراد أحد القراء أن يشن حربا علي لا لشيء إلا لأنني أخذت حظا وفيرا من الشهرة بفضل الله تعالى فقال لي هذا القارئ الذي لا داعي لذكر اسمه بعد التحاقه بالإذاعة بشهور أريد الفرصة لكي أمسح الطبلاوي وأمثاله وآخذ إذاعة خارجية، بعدها استبعد ستة شهور لأنه لم يتقن التلاوة فهذه جرأة على قدر الله أراد الله أن يشعره بأن الله يسمع ويرى وبيده ملكوت كل شيء هو المعز وهو المذل وهو على كل شيء قدير.