كاظم مؤنس: الجامعة الأهلية تنتج 30 فيلمًا قصيرًا من أعمال طلبة الإعلام (حوار)

“دفعة لندن” أساء لشعب وشوه صورة ستينية مشرقة
المسرح العربي بخير والسينما العربية ليست كذلك
الدراما العربية تجارة وليست أعمالاً فنية

رائد المسرح العراقي البروفيسور كاظم مؤنس لديه 11 مؤلفًا وتسع مسرحيات ومقالات وقصائد ومسرحيات شعرية ملأت الدنيا انتشارًا وضجيجًا، يعيش الآن في مملكة البحرين ويعمل أستاذًا في كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأهلية، ويدرس الإنتاج التليفزيوني والمسرحي والإعلام المرئي على نطاق أبعد مما هو متاح لأكاديمي، وأعمق مما هو مطلوب من فنان شق طريقه وسط صخور الهجرة والمعاناة.

موقع “مباشر 24” التقى به ليس ليحكي عن مسيرة معروفة لدى المتابعين ومقدرة من صناع القرار الفني والأدبي والأكاديمي، لكن لنتحدث معه عن الدراما العربية في رمضان، عن إنجازات طلابه في نطاق الأفلام السينمائية القصيرة، وعن توجه الدراما التليفزيونية خلال الشهر الفضيل بعدما أثاره المسلسل الكويتي “دفعة لندن” من نعرات أكل عليها الدهر وشرب، وباتت في طي النسيان، وذهب حملة مباخرها إلى مجاهل التاريخ.. وإلى نص الحوار..

نبدأ بالمسلسلات الرمضانية وعلى رأسها دفعة لندن.. ما رأيك؟
الدراما العربية الآن تجارة وليست أعمالاً فنية، لا أتابعها يوميًا بعدما تأكدت بأن ما يتم تقديمه لنا من أعمال لا يتجاوز كونه وجبة غير شهية على إفطار ينتظر الناس منه أن يقدم لنا كل ما هو مفيد وليس كل ما هو مثير.
 هل توضح لنا أكثر يا دكتور؟
دفعة لندن مثلاً، هذا مسلسل يتضمن إساءة كبيرة للشعب العراقي، يُصور العراقية على أنها خادمة لدى بيوت الكويتيين، وأن الكويتيات يدرسون الطب، رغم أننا خلال حقبة الستينيات التي يحاول المسلسل رصد أبعادها كان العراق يحتضن الشعوب الأخرى، كان يقدم لهم البعثات التعليمية ويمنحهم المكافآت ولا يفرق بين العرب كل العرب والمواطنين العراقيين.

ففي مسلسل “دفعة لندن” محاولة لتصوير الشخصية العراقية على عكس ما كانت عليه وكأنها محاولة درامية لخلق دراما من لا شيء، ولبث الفتنة بين الأشقاء، بل وبين أبناء الوطن العربي الواحد.

معقول أن يتم تصوير العراقية كخادمة في بيت من يدرسون الطب من أبناء الشعب الكويتي العزيز؟! هذه صورة مغلوطة تمامًا، ومن الممكن أن نراجع جميع الخريجين والخريجات من كليات الطب في الجامعات البريطانية سنجد أن العراقيات وغيرهن من الجنسيات العربية هن المتقدمات للمشهد، ولن أقول أو أحاول الإساءة للشعب الكويتي الشقيق أبدًا، ولكن الكلام للمؤلف والمخرج اللذان يحاولان خلق واقع لن يستفيد منه سوى أعداء الأمة، وسوى الكارهين لهذه المنطقة المحورية جدًا من العالم.
أنت معروف ككاتب مسرحي ومفكر وشاعر لديك من المؤلفات الكثير ومن المسرحيات الأكثر، ما رأيك في المسرح العربي حاليًا؟
– يتوفر لدينا إنتاج مسرحي محترم، تأليفًا وإخراجًا وتمثيلاً، أكاد أجزم أنه لا يقل عن العالمية، المسرح العربي بخير، لكن المسرح التجاري تم تأسيسه على قواعد أخرى هشة، تمامًا مثلما هو الفيلم الهندي التقليدي الذي لا يخلو من مطرب ومطربة وراقصة، والفيلم المصري المكتظ بالراقصات اللواتي يُهِنَّ الفن وتُسِئنَ له.

 صف لنا المشهد السينمائي الآن؟

في الحقيقة لا أتابع ما يجرى على الساحة الفنية الآن نظرًا لانشغالي بأمور أخرى.

 الجامعة الأهلية وما يقدمه طلابك من مشاريع فنية.. هل هي واعدة أم أنها مازالت تعليمية بحتة؟
– بالتأكيد هي أفلام تعليمية لأنها جاءت ضمن مشاريع تخرج الطلاب في مادة الإنتاج التليفزيوني التي أقوم بتدريسها في الجامعة الأهلية، وهنا يتمثل أمامي مهرجان الأفلام القصيرة الأول الذي نظمته الجامعة الأهلية قبل جائحة كورونا، والذي أشاد مخرجين بحرينيين معروفين بالأعمال التي تم تقديمها من الطلبة، حيث كانت محل تقدير المسرحي والأديب الراحل فريد رمضان والمخرج المعروف بسام الذوادي.

لكن في جميع الأحوال إن السينما صناعة وتحتاج لقيام منظومة متكاملة من منتجين ومخرجين وكُتّاب ومديري تصوير، وهو ما نحتاج إليه في البحرين لكي تكتمل الصورة وتظهر بالشكل الذي تسعى النصوص المكتوب للوصول إليه.
وكم عدد الأفلام التي قام الطلبة بإنتاجها تأليفًا وتمثيلاً وإخراجًا وتصويرًا؟
لدينا زخيرة من 30 فيلمًا قصيرًا، المدة الزمنية لكل فيلم تتراوح ما بين 10 – 15 دقيقة، وكلها من أعمال طلبة الجامعة الأهلية، وسوف يتم تقديمها في المهرجان الثاني الذي نقوم بالإعداد له قريبًا إن شاء الله.

اقرأ ايضا:

الفنان التشكيلي طه القرني: أعمالى غيرت في تناول اللوحة التشكيلية (حوار)