” عُذريُّ الهوى”.. قصيدة جديدة للشاعرة سكينة جوهر

جَاءتْ إليَّ..وكُلها اسْتِحياءُ=
تَحْكي وَفي العَينينِ طافَ بُكاءُ
..
فَفتحْتُ أحْضاني أُلمِْلمُ مابهَا =مِن شِقْوةٍ فاضتْ بِها الأنْحاءُ
..
ياأُختَ روحِي خَفِّفي عنكِ الأسَى=
الْعِشقُ في زَمنِ الصِّبا إِعْياءُ
..
هَمستْ:أنَا أحْبَبتهُ وَعَشقتُهُ= وَتواصلتْ مَع بَائِهِ لِيَ حَـاءُ
..
وَنَما الحديثُ كَزهرةٍ- مابيننا=عَطشى..وَقلبي سَاحةٌ جرْداءُ
..
وتَقاربتْ فينَا المُنى وتوضَّأتْ =بميَاهِ سُكْرٍ..والصَّلاةُ دُعَـاءُ
..
والنَّارُ من مسْتصْغَرٍ لِشَرارةٍ = وَمِنَ الحِجارَةِ قدْ يفورُ الماءُ
..
أعَليَّ لَومٌ حِينَ ثارَتْ أَضْلُعي = فِي قُرْبهِ ..وَتمدَّدَ الإِغْراءُ
..
وَبريقُ عَيْنيهِ البَديعُ مُجاوِزٌ =حدَّ الجَمالِ..وَللجَمالِ رُواءُ ..
وبِلونِ خدَّيهِ الأسيلينِ انْتشى=قلبي وَأسْكرَ روحيَ الإصْغاءُ
..
وَبثغْرِهِ عَلَّقتُ آياتِ المنى= فكأنَّ عَـذْبَ حَديثهِ الصَّهباءُ
..
وتقاذفتني رَهْنَ عينيهِ المُنى =وازَّاحَمتْ بيديهِ لي أشْلاءُ
..
وعَلى شِفاهِ الوجدِ أطلقْتُ الهَوى =بِصراحةٍ لمْ يُـؤتَها البُلغاءُ
..
وَدَعَوتُهُ: يا(آدمُ) اسكُنْ جنتي =خُذْني لصَدْرِكَ..إنَّني (حَـوَّاءُ)
..
خُلْدِي بهِ الأشجارُ قاطِبَةً..فقُمْ = عَرْبِدْ بِها.. وكَما تشَاءُ ..أَشاءُ
..
واقطفْ ثِماري..ماعليكَ محرَّمٌ =مِنهَا..وَلا فِيهَا لك اسْتثناءُ
..
واعْصُرْ عليها خَمْرَ عِشقِكَ واسْقِني= يا مَنْ بهِ قَدْ هَدَّني الإغْـواءُ
..
فَرأيتُـهُ عنِّي يُبـاعِدُ وَجْهـهُ= وَكَـأنَّ أُذْنَي قَلْبهِ صَمّـاءُ
…
وَإذا بهِ الْعُذْريُّ..عُذْريُّ الْهَوى =ويكادُ مِن عِشْقي لَهُ يَسْتـاءُ
..
وتباعَدتْ عَنّي خُطاهُ تَلومُني= وَأنَاالصَّغيرةُ فِي الهَوى..عَذْراءُ
..
وَبِرغمِ مايُخفيهِ مِن فَيضِ الجَوى=فِي مُقلتَيهِ..فَللْجَوى إِسرَاءُ
..
أسْري بقلْبي نَحوَ سِدْرةِ مُنْتَهى = عُذريَّتي..فَتفتَّحَتْ أَجْواءُ
…
وَبَدتْ لِعيني الأرضَ تَفتحُ حضْنَها = فَتفتَّقتْ بيَ للْعِناقِ سَماءُ
..
هَلْ مِنْ مَلامٍ..وَالهَوى مُتَأجج
= مَا بينَ عيْنيْـنا لَهُ إيحَاءُ ؟
..
جَاوبْتُها :لَا مِنْ مَلامٍ..إنَّما= للعِشقُ – دَومَاً- فِتنـةٌ وَبلاءُ
..
وَأراكِ قَدْ عَانَقْتِهِ ؟قالتْ : نَعَمْ = وَالبَدْرُ فِي عَينِي كَسَاهُ حَياءُ
..
وَتَتابَعتْ عَبْراتُها..يَالائِمي= هَلْ لِلعَذارَى إنْ عَشِقْنَ عَزاءُ ؟؟
..
عَانَقتُهُ.فَإذَا السَّرابُ مُعَانِقي = وإذا أنا وَسْطَ السَّرابِ هَبـاءُ
..
فَكأنَّهُ الجنِّيُّ..إِنْسيُّ الهَـوى= بَلْ كَالمَلائكِ .. مَالهُ نُظراءُ
..
مَا مَسَّ مِنِّي شَعْرةً..لَكنهُ = قدْ مسَّ روحِي مِنْ هواهُ شَقاءُ
شعر : سكينة المرسي حسين جوهر(سكينة جوهر) عضو اتحاد كتاب مصر
عضو رابطة اﻷدب الإسلامي العالمية
عضو نادي أدب طلخا بالمنصورة