طلاب جامعة الأهلية: البرلمان يحتاج للخبرات ولا مجال للتجريب فيه

في أجرأ استطلاع للرأي بين طلاب الإعلام بـ”الأهلية” حول الترشح للانتخابات
شباب يتحفظون على الشباب!
مازال أمامكم مشوار طويل .. و”النيابي” للجميع
البرلمان يحتاج للخبرات ولا مجال للتجريب فيه
تمنينا أن يكون للشباب دور ولكن نقص الخبرة مسألة وقت
غياب المعلومات مشكلة، وضعف الثقافة مشكلة أكبر
الكثيرون يحتاجون للممارسة والانخراط في المجتمع
قضايا الوطن مركبة وتحتاج للإتقان والتأني في العلاج

كانت مفاجأة ونحن نجري هذا الاستطلاع السريع للرأي بين طلبة كلية الإعلام بـ”الجامعة الأهلية”، وكان السؤال: هل أنتم مع الوجوه الجديدة، مع الدماء التي تجري بقوة دفع شبابية داخل البرلمان؟ هل المترشحون الشباب يمكنهم التعبير عن رغبات الناس والنزول إلى حاجاتهم، وهل يمكنهم قيادة البرلمان القادم ونحن على أمتار قصيرة منه؟
وكانت المفاجأة أن شبه إجماع من تلك الشريحة رفضوا فكرة ما يسمى بـ”الدماء الجديدة”، بالشباب المتحمس الطموح، وقالوا: إن الوطن لا يمكن أن يكون مرتهنًا في معامل التجارب، التجريب في هموم الناس مرفوض، والتدريب في قضاياهم يجب أن يتم بعيدًا عن السلطة التشريعية.
في البرلمان القادم!
وكانت العينة تضم هؤلاء الطلبة الآتية أسماءهم:
ودار هذا الحوار:
– أعرف أن الشباب يقترب من البرلمان القادم بقوة دفع يسندها الطموح، ويؤازرها المجتمع، 50 ألف شاب وشابة يصوتون لأول مرة حسب التقرير النهائي للجنة العليا للانتخابات، ما هي فرص الشباب في الفوز بمقاعد مؤثرة في البرلمان القادم؟
– لا فرصًا على الإطلاق فالشباب أمامه وقت طويل، وقت للقراءة، وقت للتعليم، وقت للتدريب، وقت للفهم في أصول وخلفيات المعاناة في جذور المشكلات، وأبعاد القضايا التي تؤرق مخادع المواطنين، وتشغل بال الوطن.

مازال أمام شبابنا ونحن منهم وقت لا تسوقهم الشعارات، وتسبقهم الخطوات، وتباغتهم المفاجآت، مازال أمام الشباب تجربة يجب أن يخوضوها خارج البرلمان وليس داخله، بين الناس، وليس رقابة على مقدراتهم وعلى أداء الحكومة، ونحو المجتمع بكل فئاته وفصائله، مستلهمين العبر ممن سبقوهم، وممن تقدموا عليهم في العمر والخبرة والممارسة العملية، وليس بقراءة كتاب أو أكثر، أو بتكوين الحشود على أدوات التواصل الاجتماعي، والكتائب الالكترونية.

التصويت على أغنية أو مقال أو صورة ليس كما هو التصويت على مقعد في برلمان الشعب، والاحتشاد على محرك بحث فضائي، ليس كما هو الاحتشاد أمام أمانة في عنق، وضمير في صوت، واستحقاق على أداء ديمقراطي عتيد.

الفرق بين تجميع الأصوات على حفل بهيج ليس مثلما هو بالنسبة لاختيار ممثل عن الشعب تحت قبة البرلمان، والفرح برأي عابر، ليس مثلما هو الاستجواب أو طلب الإحاطة في مجلس النواب، المواجهات مختلفة، والتوجهات ليس لها علاقة ببعضها البعض.
مؤسسات لتدريب الشباب المترشحين
– والمطلوب؟
– مؤسسات لتدريب الشباب على العمل النيابي، على الأداء البرلماني، على تمثيل الشعب بأمانة وقدرة وكفاءة وإتقان، المجلس النيابي ليس نزهة أو ترف، أو وجاهة اجتماعية، إنه مسئولية، وهو قبل هذا وذاك دور ريادي في تطوير الأداء الحكومي والرقابة عليه، في إصدار التشريعات وسن القوانين وليس التصفيق لها إن كانت تروق للبعض أو لا تروق للبعض الآخر.
– إذًا أنتم مع الخبرات ولستم مع الشباب بالمفهوم المطلق؟
– صحيح لكننا لا نحب التعميم فليس كل من يمتلك الخبرات، يمتلك القدرة على إدارة المناقشات تحت قبة البرلمان، وهناك من الشباب القادرين الذين يبثون روحًا عامرة بالحماس والإقدام في مناقشة القضايا الملحة، لكن الغالبية العظمى يحتاجون لبعض الوقت حتى نقول لهم بأن التجربة نضجت، وأن الثمار آن لها أن تُجنى.