سماح أبو بكر عزت: الطفل المصري من أولويات “حياة كريمة” (حوار)

لها أكثر من 50 كتاباً وقصة للطفل ساهمت فى ترشحها سفيرة لشئون الطفل بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة، ومع تطور عصر الوسائط التكنولوجية اتجهت بأعمالها من الكتاب الورقى بعض الشىء الى الكتاب الصوتى لمواكبة طفل هذا العصر الى جانب احتفاظها بقصصها وكتبها المطبوعة ايضاً؛ ولعل نشأتها وسط أب هو فنان ومثقف موسوعى هو الفنان أبو بكر عزت، وأم تعد واحدة من أبرز الكاتبات المصريات هي كوثر هيكل ساهم فى إثراء تكوينها وخيالها لتصبح أديبة متخصصة فى الكتابة للطفل.

فى السطور التالية يحاور “مباشر 24” سماح أبو بكر عزت سفيرة شئون الطفل بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة، وواحدة من أبرز الكاتبات المنتميات لهذا العالم السحرى الذى استطاعت ان تأثر فيه قلوب قرائها من الأطفال بأعمالها الشيقة والمتنوعة والتى تتماس مع قضايا مجتمعنا المصرى بل والعربي:

_ كـ سفيرة لشئون الطفل بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة ..ما تقييمك لاتجاه الدولة المصرية نحو بناء شخصية الطفل المصري ؟

من منطلق كونى سفيرة لشئون الطفل بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة أرى أن الطفل الآن أصبح على خريطة الأولويات للمبادرة، وبات له مكانا في كل فعالياتها الموجهة للقرى المصرية سواء الفعاليات التثقيفية والتنموية ومن خلال فعاليات تشجع على التفكير خارج الصندوق وتحفزه على المشاركة والحفاظ على البيئة والقرية وكل الانجازات التى تحققها حياة كريمة؛ وهو ما تلمتسه فى قرية المعصرة عند زيارتها ليومين سواء فى مكتبة كتابك أو فى المسرح أو فى الأرض فى القرية والوحدة المحلية وجميعها اماكن تلمست فيها تفاعل الأطفال وحماسهم ووعيهم، وأرى أن مبادرة حياة كريمة للطفل مكان كبير فيها لأنهم بناة المستقبل، وتباعا ً ستفعل مبادرة حياة كريمة فى جميع القرى المصرية.

_ هل أدب الطفل فى مصر بحاجة الى ترجمة.. وما ابرز اللغات التى يتوجب ان يترجم إليها ؟

للترجمة أهمية كبيرة لدورها فى نقل ثقافاتنا الى الخارج، ومؤخراً سعدت بترجمة قصتى “قنال لا تعرف المحال” الى اللغة الصربية من قبل دار نشر الصربية، وهو ما تفاجئت به لكون القصة تتحدث عن حدث شغل العالم وقتها وهو أزمة السفينة ايفرجيفن التى جنحت فى مياه قناة السويس وشغلت العالم كله، إلا أن ما سعدت به هو ان القصة تناول قناة السويس التى توجد على أرض الوطن وكونها تلقى عناية دار النشر وتشيد بها هو مكمن سعادتى، وتعد حركة الترجمة من الأمور المهمة فى أدب الأطفال لأنها تقرب المسافات وتعرفنا كيف يفكر الطفل حول العالم وما وصلنا اليه فى هذا الفن بمصر، وأتمنى المزيد من الأعمال المصرية المترجمة.

_تم تكليفك من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ومعهد الحوكمة والتنمية المستدامة بكتابة مجموعة قصصية عن اهداف التنمية المستدامة.. ما ابرز محاورها الرئيسية ؟

من التجارب التى سعدت بها تكليف معهد الحوكمة والتنمية المستدامة؛ التابع لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بكتابة 17 قصة للأطفال على أن تقدم كل قصة منها هدفاً من أهداف التنمية المستدامة، وهذه القصص تعد الأولى فى الشرق الأوسط التى تعرض لأهداف التنمية المستدامة فى إطار رؤية مصر 2030.

وتعد أهداف التنمية هامة جدا وان كان بعض عناوينها تبدو ثقيلة وكان التحدى فى كيفية فهم الاطفال لها بل وان يكونوا مشاركين فى تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة، خاصة وانهم شباب المستقبل الذين سيقوموا بتطبيق مفاهيم التنمية المستدامة فى مجتمعنا المصري من خلال أبطال قصص يتخذوهم كقدوة لهم، ومن هنا جاءت قصص “صلاح وأمنية وأهداف التنمية” التى تعرض كل قصة فيها لهدف.

كما حرصت ان استغل أهمية مواقع التواصل الاجتماعى عند الأطفال على أن يكونوا صلاح وأمنية تكوين مجموعة عبر مواقع التواصل الاجتماعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وان الوجه الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي حرصت على ابرازها انها ليست مضيعة للوقت، وانها ممكن تكون حافز لتكوين مجموعة عمل وان نعمل من خلالها بروح الفريق.

فى الوقت نفسه ارى ان أهداف التنمية المستدامة لا تقتصر فقط فى الحفاظ على الموارد وتنميتها وحسب بل في الحفاظ على العلاقات الإنسانية بين البشر، ونشر السلام وروح الألفة، ونبذ العنف، ونبذ التنمر، وجميعها من أهداف التنمية المستدامة وهو ما حرصت علي تواجده فى القصص، وسعدت بالتجربة وتفاعل الأطفال خاصة وان إطلاق المشروع كان فى مكتبة الإسكندرية بحضور 150 طالب وطالبة من مدارس مختلفة بمحافظة الإسكندرية، بحضور الدكتورة شريفه شريف، المدير التنفيذى لمعهد الحوكمة والتنمية المستدامة، والدكتورة حنان رزق مدير مركز التنمية الإفريقي، ودعنى أشير إلى ان هذه القصص سيتم ارسالها الى افريقيا.

_ من الطفلة سماح الى ماما سماح.. نريد ان نتعرف على دور الوالد الفنان ابو بكر عزت والوالدة الكاتبة كوثر هيكل فى تكوينك ؟

دعنى اؤكد ان الله كان كريم معى الى أبعد الحدود؛ حيث نشأت فى بيت كان فيه الأب فنان وإنسان وقارىء ومثقف ويتمتع بسعة الافق، ويتمتع بالسماحة فى التفكير، وام جمعت بين الحزم والحنان والرقة لعب دور كبير فى نشأتى، إضافة الى دور جدتى لأمى التى لعبت دوراً أكبر فى إطلاق خيالى حيث كانت حكاءة عظيمة وجميعها منح ربانية ساعدتنى فى ما انا فيه الآن، وادعو الآسر الى تشجيع أبنائهم على ان يتخيلوا ويحلموا ما يريدونه.

_ صدر لسماح ابو بكر عزت 40 كتاب للطفل هل منهم من سيتم تقديمه للجمهور فى هيئة بودكاست أو ككتاب صوتي؟

صدر لى حتى الآن أكثر من 50 كتاب؛ منها تحول الى كتب صوتية مثل كتاب “ثلاثون كتاباً وكتاب” الصادر عن دار البستاني، والذى يتناول أبرز الكتب المؤثرة فى الحضارة الإنسانية بمختلف المجالات فى الطب والهندسة والموسيقى والفلسفة ولاقى نجاحا كبيراً رغم أنه ليس قصص، وكذلك قصة “على وصديقه الذكي” ايضا تحولت الى قصة صوتية من إصدارات دبي، إضافة الى عدد من القصص التى فى طريقها الى تحويلها للكتب الصوتية بما يتواكب مع الكتاب الورقى لمواكبة مستحدثات العصر.

_ فى رائيك.. ما ابرز القيم التى تغيب عن أدب الطفل الموجه للطفل المصري؟

أرى أن كتاب الطفل الآن لابد أن يواكب العصر وان يتقبل الآخر، وان الإختلاف لا يعني الخلاف، وانه لابد من تقبل المختلف عنا فى الشكل واللون ومن ذوى القدرات وجميعها مفاهيم وقيم لم تكن موجودة من قبل فى أدب الطفل ولابد من تمثيلها اليوم فى أدب الطفل والتاكيد عليها مثل نبذ العنف على سبيل المثال ، وكذلك المشاعر التى تختلط على الطفل مثل الثقة بالنفس والغرور، الطموح والتسرع، وكذلك مفاهيم أخرى تلتبس حتى على الكبار مع الوقت لابد من توضيحها حتى نعد إنسان سوى فى المجتمع ومسؤول مما يرسخ الانتماء والهوية لديه.

_ لمن يريد من شباب الكتاب ان يتخصص فى كتابة ادب الطفل.. بما ستنصحه الكاتبة المتخصصة سماح ابو بكر عزت ؟

اولا لابد أن يكون لديه أو لديها شغف لهذا النوع من الأدب، وان يكون محب أو تكون محبة للأطفال لأن من يحب الطفل بصدق يمكنه من وصول أدبه الى الطفل خاصة وانه سيكون قريباً منه مما يمكنه من توصيل فكرته للطفل بسلاسة.

ونصيحتي أن لا تكون الكتابة للأطفال خطوة أو سلمة للكتابة الى الكبار فمن المهم أن كاتب الطفل يكون مخلصاً لإتجاهه، وليس هناك مانع من ان يجمع بين الأثنين مثل استاذى الدكتور محمد المنسي قنديل الذى اعتز به جداً لأنه لم يتبرأ من انه يكتب للأطفال رغم انه يكتب للكبار ومازال، وان الإخلاص للكتابة للطفل ايمان بان هذا النوع من الأدب يستحق ان نقدم خلاله قصص تشكل وعى أطفالنا وهى مسؤولية كبيرة وحرص على ان لا نتعجل خطواتنا، وان نقرأ بإستمرار، ودعنى اؤكد ان الكتابة للأطفال ليست سهلة وتحتاج الى الصبر والجهد الكبير والدأب حتي نستطيع أن نصل الى طفل هذا العصر بأدواته وطريقة تفكيره.

_ نريد ان نتعرف على ابرز قصصك الجديدة ؟

من أحدث إصداراتى التى صدرت عن دار نهضة مصر هى سلسلة “كلام سليم” والتى حاولت من خلالها مواكبة ما تتعرض له الأطفال حالياً من مفاهيم دخيلة على ثقافاتنا ومعتقداتنا وديننا؛ فبالنظر الى بعض الأفلام الكارتونية أو بعض المسلسلات على القنوات الأجنبية هناك بعض اللقطات تتسلل وذات مغزي ترسخ لمفاهيم مثل “المثلية” وما شابه، ودورنا كيف نقدم لأطفالنا أعمالنا توعوية دون خدش إحاسيسهم أو نتطرق لأشياء غير مناسبة لسنهم.

فجاءت سلسلة” كلام سليم” من ثلاثة أجزاء هي “قوس الخطر، أسف ممنوع الدخول، شمس وقمر” من رسومات الفنانة الجميلة هيام صفوت، وحققت إقبالا كبيراً فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الماضية وهو ما شعرت باقبالهم عليها ان الدور الحقيقى الذى يجب ان يقوم به كاتب أدب الطفل ومهمته هو ان يرى ما يتعرض له الاطفال من مشاكل ومخاطر وافكار قد تتسلل إليه على ان يواجهها ويتقبله الطفل ويتفاعل معه دون ان يشعر بما يفزعه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى