تقرير يكشف تفاقم البطالة في الوطن العربي

يكشف التقرير الصادر في منتصف سنة 2021 بأن هناك العديد من الأشخاص في الدول العربية عاطلين ويقدر عددهم ما يقارب بـ 14.3 مليون، وبذلك يعد هذا أعلى معدل من البطالة حول العالم وخصوصًا بالفئة الشبابية من الإناث والذكور.

يركز التقرير على سوء إدارة سوق العمل بالمنطقة، وتحديدًا بالقطاع النظامي الذي لا يخلق الحد المطلوب والكافي من فرص العمل، بينما يوجد نسبة ضخمة ممن يعملون بالقطاع الغير نظامي، والتي تقدر نسبتهم بالثلث من إجمالي العاملين، والسبب الرئيسي لهذا هي تبعات الأبعاد الديمغرافية وعدم استتاب الأوضاع السياسية.

وتضيف إحصائية مرعبة ومؤسفة بالآن ذاته أن ما يقدر بـ %26 من الشباب العربي أدخلوا أسماءهم كعاطلين للعمل قبل جائحة فايروس كورونا مما يعني زادت النسبة بشكل غير مسبوق ما بعد حدوث جائحة كورونا.

وقال رايدر الأمين العام لمنظمة العمل الدولية ما مضمونه: أن بالمجمل العام حجم الضرر الذي هو نتِاح تداعيات وتبعات الجائحة هو أضعاف على حجم الضرر الناتج عن الأزمة المالية العالمية في كل من عام 2008 و 2009.

ويبين التقرير المشترك الى أهمية المساواة بين الجنسين في سوق العمل العربي الذي يعاني من إنخفاض واضح في نسبة النساء العمال على الرغم من وجود الكفاءات العلمية بوفرة ولكن نسبة رائدات الأعمال أو من يشغلون مناصب إدارية عُليا يُعد قليل نسبيًا.

والجدير بالذكر أن بحسب تقرير صدر عام 2016 أعدته مها السويس وهي رئيس فريق الإعلام الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن هناك فجوة كبيرة ما بين الجنسين في سوق العمل العربي وإفتقاد المنطقة العربية ما يقارب بـ %27 سببه عدم تواجد المرأة في القوى العاملة بالحد المطلوب.

وقالت رولا دشتي وهي مشاركة بالتقرير المشترك وتشغل منصب الأمينة التنفيذية الى اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا): “كل أزمة تمهد لفرصة. لذلك، يجب التغلب على التحديات الحالية والمضي قدما بشكل أفضل عبر الحرص على أن توفر أسواق العمل العربية في المستقبل الرخاء لأجيالها الشابة، وحماية شعوبها من الفقر والحد من أوجه عدم المساواة.”

وننوه على أن الآثار السلبية للبطالة التي تتصل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بالبطالة ذاتها هي كثيرة جدًا وبعضها على سبيل المثال لا الحصر إزيداد حجم عمليات الإجرام وإرتفاع نسبة المصابين بالأمراض النفسية، وصعود وتيرة هذه الظواهر تعني بالضرورة طرديًا إنتشار سلوكيات مرفوضة أخلاقيًا وحضاريًا أكثر مما مضى.

وتشير الكثير من مواقع الإحصاء أن في عام 2025 قد يصل عدد العاطلين الى نحو 80 مليون عاطل عن العمل في العالم العربي، وهذا العدد يُعد أضعاف على العدد المسجل بالإحصائيات الأخيرة، فنستنتج أن عدد الذي ستلازمهم مشاكل إجتماعية ونفسية سيكون أضخم، ومن إحدى المعاضل التي أدت إلى إفتقار سوق العمل العربي للطاقات المنتجة تبعات ما سُمى بـ “الربيع العربي”.

وتذكر أ. أسماء خلفون من جامعة طاهر محمد بشار: “ينبغي الإلتفات لظاهرة البطالة التي أصبحت شبحًا يهدد الشباب و الأخطر من ذلك فهي تهديد للكيان العربي بأكمله و الجزائري خصوصا، كيف لا و هي التي تحرمهم فرص العمل وتحرمهم تحقيق مشاريعهم المهنية والشخصية”.

والمؤكد أن البطالة في العالم العربي هي مشكلة تراكمية مزمنة على الرغم أن الجائحة ضخمت من حجمها كثيرًا، ولقد بلغ عدد العاطلين ما قبل تفشي فايروس كورونا في عام 2019 الى 14 مليون على ما ذكرته منظمة العمل الدولية، ولكن خسرت الدول العربية ما يقارب 15 مليون وظيفة فقط بالربع الأول لعام 2020.