Site icon مباشر 24

الشاعر علاء جانب: تجمع العائلة في وجود قارئ للقرآن أجمل ذكرياتي مع رمضان

أكد الشاعر علاء جانب أنه عاش ذكريات جميلة في شهر الصوم، دائما ما يتذكرها كلما خلى إلى نفسه، وقال: لعل شهر رمضان من أهم الأزمنة التي تترك أثرها على المسلم، ويظل له بعد مروره ذكريات جميلة .. وذلك لما يتميز به هذا الشهر الكريم من تصفية للروح، وجلاء لمعدنها وتقريب الإنسان من الملائكية، حيث لا طعام ولا شراب ولا جنس ولا رفث ولا فسوق ولا جدال حتى الأطفال الصغار تبقى في أذهانهم تلك الصور البهيجة التي تتجمع فيها الأسرة حول مائدة واحدة مرتين يوميا في الإفطار والسحور.

وأضاف الشاعر: تتوجه القلوب إلى الله وتلهج الألسن بالدعاء وتصفو النفوس من كدر الشهوات.. بالنسبة لي شهر رمضان يعيدني إلى ذكريات طفولتي حيث والدي المهيب ووالدتي الطيبة وإخوتي نجتمع على مائدة الإفطار  بعد صلاة المغرب في المسجد حيث كان المسجد أمام باب بيتنا مباشرة .. ثم بعد الإفطار نخرج مع الوالد لصلاة العشاء والتراويح  قبيل المغرب كان أطفال العائلة والعائلات المجاورة يتجمعون في ” ملقة ” ( مساحة أرض كبيرة ) ونظل نلعب حتى يؤذن المغرب.

فننطلق كالرهوانات إلى البيوت مغنين : “يدَّن يدَّن والعيش عطَّنْ” إشارة إلى أننا سنأكل الأطعمة الرمضانية الشهية بدلا من الأطعمة المعتادة التي نأكلها في غير رمضان، لكن أجمل ما يعلق بذاكرتي هو:”السهرة” وهي عبارة عن تجمع عائلي رجالي يجمتع فيه رجال العائلة ويتفقون مع شيخ يقرأ لهم ما يتيسر القرآن كل ليلة من بعد التراويح إلى موعد السحور.

ويتخلل ذلك المسامرات الجميلة والنكات والحكايات المشوقة من الجدود الأعمام وهم يتناولون الشاى والمشوبات الرمضانية، تغيرت هذه المظاهر بعد ثورة الإنفوميديا سواء بدخول الأقمار الصناعية والاطباق والأجهزة الذكية النقالة التي حولت الحياة إلى ما يشبه الانفصال الروحي والعائلي من خلال الاتصال التكنولوجي .

وأضاف الشاعر الكبير: في الجامعة كان رمضان بمثابة شهر التحصيل العلمي حيث كنت أعكف على مراجعة القرآن .. ومراجعة محاضراتي وكتبي وكانت بركة رمضان ملموسة لي فقد كنت بفضل الله متفوقا في دراستي حيث كنت أول دفعتي أحيانا كنا نلعب الكرة بالليل لكن ليس على طريق الدورات الرمضانية ولكن كانت مباريات غير منتظمة يعنى متى اشتهينا لعبنا  وكان لها طعم مختلف  حيث أن التعصب الذي يكون في غير رمضان والزعيق وارتفاع الأصوات.

لم يكن له وجود في مباريات رمضان  كانت الأخلاق أجمل وكان النفوس أقرب إلى التسامح هناك شيء حدث لمصر في السنوات الأخيرة فرق الصفوف وباعد المسافات ولكن “رمضان” يعود ليؤلف القلوب ويعيد التذكير بالرحمة والتسامح والمحبة والتآلف ومن أجمل ذكرياتي في العام الماضي حصولي على جائز أمير الشعراء في أبو ظبي وكنت أول مصري يحصل على اللقب منذ بدء المسابقة من عام 2007 م.

فضلا عن أنني أول أزهري فعل ذلك بفضل الله وقد صادف ذلك حصول مولانا الإمام الأكبر  أحمد الطيب على جائزة الشيخ زايد قبلي بأيام، فكان للأزهر تواجد رائع في الإمارات العربية التي تحب الأزهر وتقدر علماءه، كم هو جميل هذا الشهر وكم هي جميلة سنن مولانا رسول الله فيه وكم هو جميل ربنا سبحانه حين جعل لنا هذا الشهر المبارك شفاء للأبدان وغسيلا للأرواح  وتهذيبا للنفوس وقد: قلت قصيدة قبيل رمضان شوقا إليه قلت فيها:

سلِّمْ على سَلْمَى وعَرِّفْ حالَه واشرحْ إذا رقَّتْ وقالت ماله؟!! وافتح لسان الصمت إن حنينه يجْترُّ من تبْريــــحـــه مــــوَّالـــه فَلَكَمْ تَكتَّمَ  والمَدَامِعُ فُضَّحٌ حتي يغيظَ –ملوَّعاً- عُذَّالَه تَعِبتْ بصاحِبِكَ الطَّريقُ يرودُها نِضواً ويُهْلِكُ في الرَّحيلِ جِمالَه يرجو الوُصُولَ ولا وُصُولَ لمُدنَفٍ  حتي يقَطِّع بالهوى أوْصَالَه سِجْنٌ مِن الشَّهَواتِ .. يَحْبِسُ رُوحَه فَيزيدُ شيطانُ الهوى أثقَالَه يا لذَّةَ الطيرانِ .. جِسْمي مُثْقَلٌ .. وخيالُ روحي لا يمدُّ خياله بي لوْعَةُ المَجْذُوبِ لا يَدْري بِهِ أحَدٌ .ولا لُغَةٌ تُفَسِّر حَالَه متوضِّئاً بالصَّومِ من أدْرَانِهِ  حتَّى يَرَى وجْهَ الهُدى  وجَلالَه خُذنِي  إلَى غارِ النَّبيِّ فإنني أشتاقُ أنْ أجِدَ النَّبيَّ وآلَه .. عرِّجْ على تلك الدِّيارِ فإنَّني  بالنَّفس .

–لو يرضى- أنُوحُ حِيَالَه وأجَدِّدُ العَهْدَ القَدِيمَ  واشرب الــ ـقَدَحَ الذي يُنْمِي إلَيَّ وِصَالَه  مِن يَوم قيلَ لَنا :” ألست بربِّكم”؟ والذرُّ في وجل يجيب سؤاله  وأنا أتوه عن المغانِي  غفْلةً ويمدُّ عُمْرِي في الضَّلالِ ظِلالَه فيعودُ لي رمضانُ  يحمل لي الرجا .ويمد لي وأنا الغريقُ. حِبالَه  يا ليلَ قريتنا المُسافر باكياً هل آنَ لابنكَ أن يحُطَّ رِحالَه؟! أيعودُ لي وجهُ الصبا متهللا والحيُّ في عبث  يضمُّ عِيالَه أتعيدُ لي أمَّاً  تُعِدُّ طعامنا وأبا يُجمِّع حوله أطفالَه سجادة الترويح تعرف دمعه والليل .. والملكان قد رقَّا له.

Exit mobile version