الدكتور مختار مرزوق: بدأت صوم رمضان في الثامنة من عمري

أحب المحاضرات التي أشارك فيها خارج قريتي
أعشق لمة الإفطار مع الأهل والأحبة

قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر: إن لشهر رمضان في حياتي ذكريات عظيمة ،وعندما يأتي تأتي أعمال البر والطاعة والدعوة إلي الله، ذكريات كثيرة مليئة بالأعمال التي تتعلق بالعبادة، وأتذكر عندما كنت في الثامنة من عمري كان أول رمضان أصومه في الإبتدائية عام 1968 ولا زلت الي الآن احافظ علي أداء تلك الفريضة في السفر والحضر، وأول درس لي أعطيته في رمضان عام 1985 في المسجد الذي كنت أعمل به بوزارة الأوقاف وكانت أول بداية طريق الدعوة إلي الله عزو جل، ثم خطيبا ثم تعييني في جامعة الأزهر فهذه الدروس الرمضانية دروساً مطولة وأحيانا يأخذ الدرس أكثر من نصف ساعة وهي باقية الي الآن وأعطيها بفرح وسرور وبروح رمضان المليئة بالرحمة والحب والبر.
يضيف العميد: في شهر رمضان أيضا تربطني به المحاضرات التي أدعي إليها خارج القرية إلي القري المجاورة أو من مراكز الشباب أو بعض الجامعات وهذه المحاضرات تكون أحيانا أكثر من ساعتين وهي عادة ما تكون بعد صلاة التراويح ،وتكون المحاضرة أولاً ثم السؤال والجواب من الحضور وهي لقاءات شيقة نلتقي فيها وجها لوجه مع الأخوة والأخوات.
وأثناء عملي في الجامعة الإسلامية العالمية بباكستان من 1994 الي 2001 مًن الله عليَ وقمت بأداء عدة عمرات وزرت في إحداها المدينة المنورة علي ساكنها أفضل الصلاة وأزكي التسليم، و في شهر رمضان عام 2013 أتذكر الصحبة الجميلة التي كادت ذكرياتها تزيدني شوقا وحنينا لعودتها مرة أخري ذهبت إلي وفد مشيخة الأزهر باختيار من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ، للسفر إلي دولة الإمارات مع رفقة طيبة من علماء الأزهر وظللت مع تلك الرفقة عشرين يوما من رمضان كنا نلقي الدروس اليومية إلي إشقاءنا في دولة الإمارات وكانت مرتين ،مرة قبل صلاة العصر، وأخري بعد صلاة التراويح، ولقيت في هذه الأيام استقبالا كريما وترحيبا حارا من أهل الإمارات.

وقال مرزوق: رمضان دائما قدومه خيراً علي وأحب هذا الشهر وأنتظر قدومه بشوق حار ففي 2009 إلي الآن بدأت أن ألقي الأحاديث الرمضانية في إذاعة القرآن الكريم بمقام أكثر من عشر حلقات رمضانية تتحدث عن فضائل الصيام وقيام رمضان وليلة القدر، وواجبات الصائم في شهر رمضان، ومبطلات الصيام، والأعذار التي تبيح الفطر للصائم، وكيف يستقبل المسلم شهر رمضان.

وتابع: وفي شهر رمضان عادة ما تكون هناك الفرصة لاستكمال بحث علمي أو للاستمرار فيه بصورة كبيرة لأن الذهن يكون صافياً والحالة الروحية عادة ما تكون عالية بسبب الصيام والقيام ومن المؤلفات التي انجزت فيها قدرا كبيرا في رمضان ما يلي ،موقف الإسلام من الحسد والعين في ضوء القرآن والسنة، كلمة التوحيد في ضوء القرآن والسنة، سورة يس تفسير ودراسة، سورة النمل تفسير ودراسة، الدخيل في التفسير دراسة وتطبيق وما الي ذلك من الكتب والأبحاث العلمية التي كان شهر رمضان عاملا مساعدا بفضل الله في انجازها.

وأكمل الشيخ: أما عن لمة العائلة في شهر رمضان أعشق الإفطار مع الأهل والأحبة فرمضان يجعل الأسرة مترابطة ومتجمعة عند مائدة الإفطار، ورمضان يجمع الصحبة فأحيانا أفطر مع الأصدقاء أو في الندوات العامة عادة ما يكون الإفطار مع أهل القرية التي نذهب اليها أو مراكز الشباب ،ودائما أحب الإفطار مع الأهل حتي أستطيع مراجعة الدرس الذي سألقيه بعد صلاة التراويح ،لأنني لا أذهب إلي ندوة أو درس إلا بعد أن أكون قد قرأت له جيداَ ورتبت الأفكار وجمعت الأدلة حتي يكون الكلام مستنداَ إلي الأدلة القرآنية والنبوية، وانصح بذلك كل الذين يتصدون للعمل الدعوي حتي لا يقع الواحد منهم في بعض الأحاديث الموضوعة او الضعيفة كما يحدث من بعض الأئمة والدعاة في شهر رمضان المبارك.

وعندما يأتي رمضان أقوم بعملي الذي أحبه كثيراً وهو توزيع وجبات الإفطار من جمعية لجنة الزكاة فتقوم بتوزيعها علي فقراء القرية في جو يملئه الألفة والمحبة وأعمال الخير في شهر الخير بما يجود به المحسنون من أهل القرية ومن بعض الأصدقاء.