” الأزهر في ألف عام”.. جهود علماء الدين في كل العصور

كان الأزهر علي مدار تاريخه ولا يزال الحارس الأمين على الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً يؤدي رسالته ويتحمل مسؤليته في المحافظة علي الدين وتراثه وعلومه الشرعية والعربية وغيرها ، حتي صار كعبة العلوم الدينية والعربية والثقافية في مصر والعالم، ومركز إشعاع روحي وديني وثقافي ، ينشر مبادئ وأخلاق الإسلام ، ويوضح المنهج النبوي في مواقف الحياة المتنوعة، بعيداً عن التعصب الأعمي، أو الإضطهاد الفكري أو المادي مراعياً لظروف الناس وحاجاتهم.

لقد جاء كتاب ” الأزهر في ألف عام ” ليناقش تاريخ الأزهر علي مر العصور ومشاركته في الحملات المحتلة ضد مصر كما يتضمن الكتاب عدة أبواب أهمها : قيادة الأزهر، قالوا عن الأزهر، هذا الأزهر، عصر بناء الازهر، تسمية الجامع الأزهر، الهدف من بناء الأزهر، تشييد الأزهر، الشعائر الدينية بالأزهر، شؤن الأزهر وطلابه، الدراسة بالأزهر، كفاح وشيخ الأزهر وعلماؤه ، الازهر والثورة ، الدراسة في الأزهر أبان القرنين التاسع عشر والعشرون، قوانين الإصلاح بالأزهر ، وأخيرا ماذا بعد التطوير

ألف عام وقيادة الأزهر

الأزهر صارع الزمن ليبقي وتعرض للغزاة ليصمد فكان حاملاً لمشاعل الحرية ينير بها الطريق أمام الثورات التحررية في العالم الإسلامي، وكان حاملاً لواء الحق لأنه يرمز إليه الحكم العثماني الذي كان يبسط نفوذه علي الأمة العربية، فكان الأزهر يتنفس علمائه وكفاحهم .

 

فالأزهر يعد أباً للجامعات الإسلامية ، فنهض من حلقات الدرس حيث كان الطلبه يتحلقون حول أستاذهم الشيخ إلي المدرجات يطالعهم أستاذهم في رحابها وتحولت علومه من الحكمة إلي الطب ومن الأرثماطيقي والأسطرلاب إلي الهندسة ، وأصبحت الدراسات الموسوعية  التي كان يدرسها كل طالب تتحول الآن إلي دراسات تخصصية في الشريعة واللغة وأصول الدين والطب والتجارة والهندسة والمعاملات.

لقد ظلت قوانين الإصلاح تصدر نتيجة الصراع الذي كان يدور في الأزهر بين الإصلاح وتجميده  ولكن سنة التطورر دفعت به إلي أن يجاري التطور الفكري المعاصر.

وتطور الأزهر من نظام الفتاوي الإجتهادية الشخصية المشتتة إلي مجمع البحوث الإسلامية يتدارس لجانه العلماء المتخصصون ليعرضوا أبحاثهم بطريقة أكاديمية علمية في مؤتمرات لعلماء المسلمين ليقروها.

والأزهر فتحت له نوافذ في كل أنحاء الدنيا فله عدة مراكز ثقافية في أفريقيا وآسيا ودفع بعلمائه إلي كل صوب يخدمون الإسلام ، والآن يجمع في رحاب جامعته طلاب في أكثر من 112 دولة،  والأزهر ظاهرة تكونت طوال عشرة قرون كان فيها أمينا علي الأمة.

 

قالوا عن الأزهر

يتضمن هذا الباب كلمات لمثقفي الأمة وعلمائها يتحدثون عن الأزهر بكلمات تحمل الحب والإحترام حيث قال الدكتور أحمد زكي رئيس تحرير مجلة ” العربي” ( إني أدعو كل مفكر ان يفكر في الأزهر، وكل كاتب أن يكتب عن الأزهر مدرسة الغسلام الكبري ليتحقق للأزهر ما يبتغيه وما يتبقي له علي ضوء من الفكر)

بينما كتب عباس العقاد عن الأزهر حيث قال( يكفي تاريخ كل فترة من حياة هذا المعهد الخالد للتعريف بوظيفته التي استقر عليها، وبيان مكانته التي تبوأها من الأمة في أيام خضوعها لسلطان الدخلاء الواغلين عليها، فقد تقرر بحكم العرف والتقليد وحكم العقيدة والسمعة أنه صوت الأمة الذي يسمعه الحالكم الدخيل من المحكومين..)

هذا..الأزهر

ويتحدث هذا الباب عن مكانة الأزهر طوال تاريخه و فتاوي علمائه التي هي النبراس الذي يسير علي هديه الشعب المصري في كفاحه الطويل ، فالأزهر احتفظ لنا بين أروقته وفي جوف مكتبته المركزية الآف المجلدات والمخطوطات الإسلامية النادرة التي تعني بالتراث الإسلامي .

كان الأزهر مجمعاً للقاء الثائرين من أبناء مصر وكانت أروقته ملتقي لإجتماعاتهم الثورية التي كانت تلهب وجدان المواطنين وتثير حماسهم وتعبئ النفوس للنضال والإستشهاد من أجل استقلال البلاد.

فمن الأزهر اندلعت ثورة 1919 ومنه خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط وغضب المصريين ضد الإحتلال، فينظر العالم إلي أن الدارسين بالأهر هم صفوة علماء المسلمين ، وكان علي جامع عمرو بن العاص وابن طولون مهمة توجيه الحركة الفكرية في مصر قبل بناء الأزهر وكان ساحتهما مركزا للدراسة إلي أن تم تأسيس الجامع الأزهر.

عصر بناء الأزهر

لقد أرسي جوهر الصقلي قائد الجيوش الفاطمية في مصر حجر أساس الجامع الأزهر في 970 م ، وتم صلاة أول جمعة في 7 رمضان 361هـ ، وقد فرغ من بنائه في 1 رمضان عام 972م بعد أن استغرق بنائه عامين.

تسمية الجامع الأزهر

وردت أقوال كثيرة حول تسمية الجامع الأزهر يقال :إنه سمي نسبة إلي السيدة فاطمة الزهراء البتول بنت رسول الله ، وقيل أنه سمي بالجامع الازهر نسبة الي الفاطميين اقتبسوا كلمة ” الأزهر” من كلمة الزهراء التي كانت تطلق علي قصور الأمويين في بلاد الأندلس.

وقيل أن هذا الجامع سمي باسمه لأن القصور التي كانت تحوطه في مدينة القاهرة كانت زاهرة وكان بناؤه زاهراً في وسط هذه القصور.وغيرها من الأقاويل التي وردت في سبب التسمية.

الهدف من بناء الجامع الأزهر

عندما دخل عمرو بن العاص بني جامعاً باسمه ، وعندما دخل أحمد بن طولون بني جامعاً باسمه، والمعز أمر جوهر الصقلي ان يبني جامعا خاصاً إبان العهد الفاطمي ليكون هذا الجامع مباحاً فيه المناداه بالمذهب الخاص بهم في مصر ويكون خاصاً بدعوة الفواطم ومقصورا علي مذهبهم تحاشيا لاتخاذ جوامع أهل السنة للدعوة لمذهبهم وحتي لا يفاجئهم بمذهبهم الجديد.

فالجامع الأزهر كان الهدف من إنشائه تعدد الإتجاهات الدينية والثقافية ، فكان ملتقي الشيعة يتدارسون فيه أصول مذهبهم ويؤدي دور حسب الرسالة التي كانت تقدمها الجوامع في عصر بنائه ، فعلي هذا أصبحت القاهرة الجديدة تطل علي العالم الإسلامي من خلال منارتها الحية ومن خلال الجامع الأزهر.

تشييد وبناء الأزهر

لقد كانت العمارة إبان العصر الفاطمي آية في الجمال والروعة وكانت تتسم بالدقة والإتقان والإبداع ، وكانت متأثرة إلي حد كبير بفن العمارة في المغرب والأندلس  فيقال : إن الفاطميين عند بنائهم للجامع الأزهر كانوا متأثرين بمسجد عقبة بالقيروان والزيتونة بتونس ولقد كان الجامع يحتوي علي محل مسقوف يسمي بالمقصورة والمحل غير المسقوف يسمي صحن الجامع الأزهر.

والمقصورة كما بناها جوهر الصقلي تنقسم إلي قسمين: المقصورة الأصلية الكبيرة التي أنشأها جوهر وهي تتكون من 76 عموداً من المرمر الأبيض، والمقصورة الجديدة التي قام بإنشائها الامير عبدالرحمن كتخدا سنة 1167 هـ  وهذه المقصورة تتكون من خمسين عموداً من الرخام. فعلي هذا الحساب يكون عدد الأعمدة التي تتكون منها المقصورتان 126 عموداً من 375 عموداً جملة أعمدة هذا البناء الشامخ. وأرضية المقصورة الجديدة ترتقع عن مستوي المقصورة القديمة بحوالي نصف ذراع أي يكون في جملته درجتين، والمقصورتان سقفاهما من الخشب الدقيق الصنع، وبهما عدة ملاقف لجلب النور والهواء.

والجامع الأزهر له خمس مآذن كان يؤذي عليها خمسة من المؤذنين وهؤلاء كانوا يؤذنين في وقت واحد، الجامع مساحته الحالية حوالي 12 ألف متر مربع وهو محاط ببوائك مقامة علي أعمدة من الرخام كتب علي حوائطها الأربعة الآيات القرآنية بالخط الكوفي.

والجامع الأزهر به زخارف جصية كثيرة علي غرار الزخارف الجصية التونسية والأندلسية وانتشرت هذه الزخارف علي واجهة الجامع لتعبر عن الذوق المتأصل في فن العمارة.والمحاريب بالجامع الشريف كان عددها عشرة لم يبق منها سوي ستة محاريب أهمها المحراب الأصلي ، والمحراب الجديد في المقصورة القديمة.

وللجامع تسعة أبواب أشهرها باب المزنينين وكان إبان العهد الفاطمي فوق المحرابب الأصلي قبة فاطمية الطراز لها قاعدة مربعة ذات شبابيك في الواجهة الغربية، وكانت علي طراز قبة البهو لجامع الزيتونة بتونس.

وفي عهد الحاكم بأمر الله أقام بعض البنايات بالجامع وقام بإضافة بعض النقوش والزخارف في عهده، وأنشأ للمسجد محراباً خشبيا جديداً ومتنقلاً ، يعلوه لوحة من الخشب كتب عليها بسم الله).

وشيد العزيز بالله جوار الجامع الأزهر داراً لجماعة العلماء ليجتعوا فيها حتي صلاة العصر، وإبان العهد الأيوبي نقل صلاح الدين من محراب الجامع الأزهر المنطقة الفضية التي كان وزنها حوالي  خمسة الآف درهم نقرة ، لكن رغم هذا فالجامع قد شملته بعض الزيادات عام 1193 علي محتسب القاهرة الذي أزال ما حوله .

والأيوبيون رغم جمهودهم بالنسبة للأزهر إلا أنهم عنوا بالثقافة عن طريق إنشاء مدارس لهم تخصهم، وفي عهد المماليك البحرية كان للسلطان ” بيبرس” المملوكي أثره في العناية بالجامع الأزهر فقام تعميره وعمل له منبراً جديداً ، ولم أتم تجديده قام باحتفاله بهذا العمل في رحاب الأزهر ليجدد شبابه بعد الفترة الطويلة التي مرت به.

واهتم بإنشاء الأروقة في الجامع الأزهر سلاطين المماليك لتضم الطلاب الوافدين من مختلف العالم الإسلامي وكل رواق كان يخصص له مجموعة من الأفراد وهذه أروقة الطيبرسية والاقبغاوية  والأكراد والهنود والبغداديين والمغاربة والجاوة وغيرها.

وكان لا يدخر الأمراء الذين حكموا مصر وسعاً في العناية بإنشاء الأروقة وتجديد الجامع، وكانت الأروقة تخص سكني المجاورين للأزهر.فالأزهر قد بني فيه الحكام والأمراء الذين تتابعوا عليه ومنهم السلطان قايتباي والسلطان قانصوه الغوري والأمير عبدالرحمن كتخدا، فكانوا لا يدخرون وسعاً في إنشاء الأورقة به وتوسعته والعمل علي زخرفته حتي أصبحت مساحته الآن 26،333 ذراعاً أي حوالي 1200 متر مربع.

الشعائر الدينية بالأزهر

لقد أقيمت أول صلاة بالجامع الأزهر عندما توجه المعز لدين الله الفاطمي إليه لصلاة عيد الفطر 972 حيث ألقي المعز خطبة العيد وكانت خطبة باهرة بإجماع المؤرخين.

وكانت تلقي الخطب بالجامع عند إنشائه بواسطة الحكام الفاطميون أنفسهم، وكانوا يؤمنون الناس في الصلاة عقب الخطبة ، ويروي ” الأتابكي” من أن خطبة الجمعة كانت تلقي بالأزهر حتي إنشاء الجامع الحاكمي عام 380 فأصبح الحاكم يلقي الخطبة في أربعة جوامع هي: الجامع الأزهر، وجامع ابن طولون، والحاكمي ، وعمرو بن العاص ، فكان الخليفة في الجمعة الأولي من شهر رمضان لا يصلي بالمساجد الثلاثة ولذا كانت تسمي ” جمعة الراحة” .

ثم يصلي الجمعة الثانية في مسجد الحاكم والثالثة في الجامع الأزهر والرابعة في جامع عمرو بن العاص.

وكانت صلاة الخلفاء بالأزهر لها مراسيم خاصة ، فكان صاحب بيت المال يشرف علي شئون الجامع صبيحة حضور الخليفة إلي الجامع في صلاة الجمعة أو العيدين، وكان يقوم الفراشون بفراشة المسجد بالفرش ، وكان قبل وصول الحاكم الفاطمي يحضر قاضي القضاة في الصباح ليبخر القبة التي سيقف تحتها الخليفة ليخطب الجمعة أو العيد، وكان يبخر ذروة المنبر الذي سيقف عليه بمعجزة جميلة.

والخليفة المعز لدين الله كان يسير في موكبة بعظمة وبهرجة متجهاً إلي الجامع عند الصلاة، وهذا الموكب كان له صدي في نفوس المصريين الذين كانوا يخرجون عن بكرة أبيهم ليشاهدوا الخليفة وموكبة الباهر.

وكان المعز يرتدي الملابس البيضاء ولخالية من أي ذهب أو قصب احتراماً للصلاة مرتدياً العمامة البيضاء من الحرير الرقيق، والموكب الرسمي كان يبدأ من باب الذهب في القصر ، وكان الخليفة يخرج علي حصانه وبيده قضيب الملك يتبعه الأتباع والأمراء علي خيولهم المطهمة وعليهم دروعهم جميعاً يرفعون أصواتهم بقراءة آيات القرآن وقرع الطبول ورن الصنوج وكان الشعب يتبع هذا الموكب الرائع.

وعندما يصل موكب الخليفة إلي الجامع كان يدخل من باب ” الخطابة ” ليدلف إلي قاعة الخطابة حيث كان يستريح قليلا بها ، أو يجدد وضوءه فيها وبعدها يؤذذن لصلاة الجمعة ويدخل قاضي القضاة في حضرة الخليفة مقرئاً عليه ( السلام علي أمير المؤمنين الشريف القاضي ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمك الله) فيدخل يحفه الخليفة ، ويخرج يحفه ( الأساتذة المحنكون والوزير والأمراء والحرس الخاص.

أو كما بين لنا المقريزي من أن الخليفة كان يستمر في مسيرة حتي يأخذ مكانه تحت قبة المنبر ويقف الوزير علي بابه ووجهه للخليفة فإذا أشارإليه صعد وقبل يديه وزر السترين عليه ، وكذلك يكون المنبر والقبة أشبه بالهودج ثم ينزل الوزير وينتظر علي باب المنبر ليستقبل الخليفة عند نزوله ويكون بمثابة ضابطاً للمنبر .

وكان الخليفة يخطب خطبته  وهو خلف الستر من ورقة مكتوبة بواسطة كاتب من ” ديوان الإنشاء” بالقصر، وكانت الخطبة قصيرة ورسمية في أسلوبها وكانت تشمل علي آية والصلاة علي النبي وهلي آل بيته  ، وكان الخليفة يعدد في الخطبة علي المآثر عن نفسه وآل بيته ثم يقرأ سورة النمل قوله تعالي ( وقال رب ) وكان يتردد الخليفة في خطبته الدعاء لنفسه

وبعد الإنتهاء من الصلاة كان يخرج الخليفة وعن يمينه الوزير ويساره قاضي القضاة وداعي الدعاة، وحولهم جميعاً كان يخرج الحرس الخاص بالخليفة ، وكان الخليفة قبل أن يخرج يخلع العطايا علي المؤذنين وخدم الجامع والإمام وبعد الصلاة كان يذاع ” سجل البشارة” الخاص بركوب موكب الخليفة .

شئون الأزهر وطلابه

عندما بدأ يعقوب بن كلس عام 378 هـ في تدريس أصول المذهب الإسماعيلي طلب من العزيز بالله بن المعز أن يعين بالأزهر جماعة من الفقهاء للقراءة والدرس ولحضور الندوات التي كان يعقدها ويكونون نواة للدعاة في مصر، فبني العزيز لهم داراً بجوار الجامع لسكناهم  وخلع عليهم جرايات ورواتب شهرية.

وكانت أول دفعة بهذا النظام الجديد عددها 37 شخصا من بينهم أبو يعقوب القاضي كما صرف لهم العزيز بالله البغال لتحملهم  تكريماً لهم في تنقلاتهم.، واختفالا بعودة الصلاة بالجامع الأزهر بعد توقفها 100 سنة وقف الأمير بدر الدين بيلبك الخارندار نائب السلطان الأوقاف لقراء الفقه والحديث في الجامع الأزهر، وفي عهد الملك الظاهر برقوق أصدر مرسوماً بأن كل من يموت بلا وريث تؤول ثروته إلي الجامع للإنفاق منها علي المجاورين للأزهر.

وفي عهد المماليك البرجية أول من تولي منهم الحكم هو السلطان البرقوقي عام 1384 وكان مملوكا قد جلب من آسيا الصغري من القوقاز وسمي هؤلاء البرجية لأنهم عبيدا مماليك يقومون بحراسة القلعة علي الأبراج بها.

شئون الأزهر وطلابه إبان العهد العثماني ، وفي عهد العثمانيين رغم المذابج التي قاموا بها في القاهرة إلا انهم لم يتقدموا إلي اللاجئين بحمي الأزهر بأي سوء إجلالاً وتقديساً له .

وأخذ العثمانيون الكتب والمخطوطات والعلماء بالأزهر إلي تركيا أغنياؤهم وفقراؤهم ، وأنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر أثناء حكم السلطان سليم المعظم  وكان الهدف منه تحمل مسؤلية إدارة الجامع الأزهرالذي زادت مشاكله بعد تطوره في عهد المماليك.

وفي العهد العثماني  نهبت أوقاف الأزهر وأهملت شئونه ولكن قيل أنهم أول من عينوا شيخاً للأزهر عام 1694وكان إبراهيم البرماوي ولكن لا توجد أدلة علي ذلك.

وكان الطالب في العصر العثماني حتي يلتحق بالأزهر كان لابد أن يكون قد تعلم في كتًاب القرية أو في المسجد وحافظاً لبعض سور القرآن الكريم،وكانوا طلاب فقراء ينامون علي الحصير في الجامع الأزهر جاءوا من الأقاليم ليدروسوا في الجامع الأزهرومع تطور القرون أصبح هناك مكتبة مركزية وكان لكل رواق كتب تخصه .وكان الطلاب يمكثوت 6 أعوام بالجامع الأزهرليؤهلوا وليكونوا مدرسين أو مساعدين للمحامين ولو ظل الطالب مدة أطول لينا دراسة مفتي أو مدرس.

وكان يطلق علي المدرس بالأزهر لقب عالم أو أستاذ كان يجلس علي كرسيه بجوار أحد الأعمدة في حلقة التدريس

وكانت حلقات الدرس مفتوحة لكل عاقل مسلم يريد أن ينهل من الثقافة الإسلامية لا تثريب علي أحد مهما كان عمره أو ثقافته، وبالرغم من الإهتمام بطلاب الأزهر في العصر العثماني إلا أن الأزهر لم يكن يمنح لطلبته أي شهادة علمية وكان يكتفي بشهادة أستاذه وتزكيته له بأنه صالح للتدريس وخلافه.

وخلال فترة الشيخ محمد عبده كان المشايخ للجامع الأزهر كما كان متبعاً لديهم يوزعون المرتبات والجرايات علي غير أسس متبعة، وعندما كان الشيخ محمد عبده عضواً بمجلس الأزهر يختص بالكساوي والمرتبات للمدرسين بالأزهر ، وكانت الدراسة ليس لها مواعيد.

فالشيخ محمد عبده هو أول من نادي بالإصلاح الإداري للأزهر وجعل شئونه لها مكانتها الرسمية ، فوضع مرتبات ثابتة للمدرسين حسب القواعد واللوائح بالدولة ، كما قام بتجديد أروقة الأزهر وأنشأ بجوارها المكاتب الإدارية.