إبنه: الشيخ المراغي كان يقضي حوائج الناس ولم يمنعه الألم في أخر أيامه

الشيخ مصطفى المراغي من العلماء الأجلاء الذين كان لهم باع طويل في التجديد والتنوير داخل مشيخة الأزهر الشريف، تولى رئاسة الجامع الأزهر، وخدمة الناس، وأحبوه لدرجة كبيرة، وهو واحدًا من العلماء الذين تركوا بصمة واضحة، نظرًا للإصلاحات التي قام بها.

في موسوعة “من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر الشريف” رصد لنا المؤلف الشيخ أحمد ربيع الأزهري، بعض من جوانب الشيخ الإنسانية التي ربما لا يعرف عنها الكثير شيئًا، فقال:” يقول الأستاذ أحمد مرتضى المراغي ابن فضيلة الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغي عن والده رحمه الله: وإني لأذكر كيف كان والدي يحضر دروسه وكيف كان يقف عند آيات الله وقفة الخاشع في المحراب.

وأكمل نجله: كيف كان يسبح في بحور التفكير في خلوة ينصرف فيها إلى معالجة تفهم الآيات ليخرج للناس ما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم، وكانت العلة تنهكه والداء يأخذ عليه مسالك التنفس، ولكنه لم يكن يبالي بالألم، ولا بتباريحه، ويمضي في تحضير دروسه صافي النفس، موصولا بأسباب الله، ثم ينطلق إلى المسجد في سمة العابد، ويتلو آيات الله وتفسيرها، متمكنا بأمر ربه، لا تعروة لعثمة ولا تردد من، غير أن يستعين بما يتلوه مكتوبا، لأنه كان يلقيه من كل قلبه وجوارحه.

وكان رحمه الله يشعر في أواخر أيامه، هو يلقى دروسه بدنو الأجل، ولكنه لم يتهيب أن يمضي في طريقه، وكان إذا اشتدت عليه العلة في المسجد صمت لحظه ثم توجه إلى الله في سره، وسأله أن يعينه على إتمام الدروس، وكم من مرة عاودته العلة وكم من مرة توجه فيها إلى الله أن ينجيه منها، وقد ختم حياته وفي يده القلم يفسر كتاب الله عز وجل، وصعدت أنفاسه لألى بارئها بعد أن أنهى تفسير جزء تبارك بدقائق معدودات.